إذا كنت تبحث عن طرق لعلاج الاكتئاب من المنزل دون الحاجة إلى الأدوية، فأنت لست وحدك. الاكتئاب هو حالة نفسية شائعة يمكن أن تؤثر على الحياة اليومية بشكل كبير، لكن الخبر السار هو أن هناك العديد من الاستراتيجيات والتقنيات التي يمكنك تجربتها في المنزل لتحسين حالتك النفسية والعاطفية. من خلال هذه المقالة، سنستكشف بعضًا من أفضل الطرق لمواجهة الاكتئاب دون الاعتماد على الأدوية، بما في ذلك تقنيات العلاج الذاتي، والتغييرات في نمط الحياة، والأنشطة التي تعزز الرفاهية النفسية.
كيف أعالج نفسي من الاكتئاب من المنزل
يمكن للاكتئاب أن يستنزف طاقتك، مما يجعلك تشعر بالفراغ والتعب، وهذا يمكن أن يجعل من الصعب حشد القوة أو الرغبة في الحصول على العلاج، و لكن قد تساعدك التغييرات الصغيرة في نمط الحياة على إدارة هذه المشاعر وتقليل الأعراض[1]، وعلاجه في حال كان اكتئاباً خفيفاً.
كما تأتي هذه التغيرات البسيطة بنتائج إيجابية جداً، في حال كانت مترافقة مع العلاج النفسي المختص والعلاج الدوائي الذي يحدّده الطبيب.
التحدّث مع مختص في الصحة النفسية
يعدّ التحدث مع أخصائي نفسي اونلاين أمراً مهماً للغاية لعلاج الاكتئاب [2]لعدّة أسباب، فالمختص النفسي يمتلك الخبرة والتدريب في تشخيص وعلاج الحالات والاضطرابات النفسية على تنوّعها.
ويمكنه تقديم أشكال مختلفة من العلاج وخطّة علاج شخصية خاصة بك، ومراقبة التقدم الذي تحرزه، ويمكنه تقديم الدعم والتوجيه الذي تحتاجه لإدارة الأعراض.
التثقيف الذاتي حول الاكتئاب
ويعدّ جزءاً مهماً من الرعاية الذاتية، فمن سمات الاكتئاب أنه يشوّه التفكير، ولذلك يجب على كل شخص مصاب بالاكتئاب أن يتعلم قدر المستطاع عن هذا الاضطراب.
فذلك سيسمح بفهم الاضطراب بشكل أفضل، وسيؤكد على حقيقة أن هذه الاضطرابات هي حالة طبية حقيقية للغاية مما سيساعد على مكافحة التحيّز ووصمة العار التي تحيط بالمرض.
كما سوف يمنح التثقيف الذاتي المعرفة والأدوات التي ستمكن الشخص المصاب من استخدامها لمساعدة نفسه.
ممارسة الرياضة بانتظام
أثبتت التمارين الرياضية فعاليتها في تعزيز المزاج وتقليل التوتر والقلق، وتقليل أعراض الاكتئاب وعلاجه، وتحسين احترام الذات وصورة الجسد، وأيضاً تحسين جودة النوم.
وتعزّز الرياضة مؤقتاً المواد الكيميائية في الدماغ وعلى رأسها الأندروفين الذي يجعل الشحص يشعر بالرضا عن نفسه، ويمنحه شعوراً عام بالرفاهيّة.
يوصى عادةً بممارسة التمارين والأنشطة البدنية بشكل معتدل الكثافة لمدة 30 دقيقة على الأقل يومياً، معظم أيام الأسبوع.
اتبع نظاماً غذائياً صحياً
يلعب النظام الغذائي الصحي دوراً كبيراً في علاج الاكتئاب وتحسين الحالة المزاجيّة من خلال توفير العناصر الغذائية الأساسية للدماغ.
يمكن أن يساعد تناول نظام غذائي متوازن مع الكثير من الفواكه والخضروات والحبوب الكاملة والبروتينات الخالية من الدهون في تحسين المزاج ورفع مستويات الطاقة، وبالمقابل يعدّ تجنب الأطعمة المصنعة والسكر والإفراط في الكافيين مفيداً أيضاً في إدارة أعراض الاكتئاب.
الحصول على قسط كاف من النوم
يلعب النوم دوراً مهماً في إدارة الاكتئاب، فالحصول على قسط كافٍ من النوم الجيد يمكن أن يحسن المزاج والصحة النفسية والعقلية بشكل عام، ويساعد النوم أيضاً على تنظيم إيقاع الجسم اليومي، مما يؤثر على الحالة المزاجية ومستويات التوتر، في حين تؤدي قلّة النوم إلى تفاقم أعراض الاكتئاب.
وكذلك يساعد النوم الدماغ على معالجة المشاعر وتقوية الذكريات، مما يحسن التنظيم العاطفي ومقدرة الشخص على حل المشكلات.
تحدي الأفكار السلبية
بإمكانك تحدّي الأفكار السلبية التي تواجهها ووضع حدٍّ لها من خلال مراقبتها وكتابتها، والعمل على تقييمها بشكل منطقي وموضوعي، وهل هي حقاً أفكار متوازنة وهل هناك من دليل يدعم صحتها.
وينبغي إعادة صياغة هذه الأفكار، وتحديد وجهات نظر أكثر إيجابية ومنطقية تنعكس بالإيجاب على حياتك وطريقة تفكيرك.
تواصل مع الآخرين، إما من خلال الدعم الاجتماعي أو العلاج
التواصل الاجتماعي مهم جداً في علاج الاكتئاب لأنه يساعد في بناء علاقات داعمة ومتينة، ويحسن الدعم الاجتماعي الذي يحتاجه المرض.
ويمكن أن يساعد التحدث مع الآخرين عن المشاعر والأفكار والتجارب أيضاً في تقليل الشعور بالوحدة والعزلة واليأس.
بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن يكون التواصل الاجتماعي أيضاً مصدر إلهاء، ويوفر تعزيزاً إيجابياً ويزيد من الرفاهية العامة.
ممارسة أنشطة الحد من التوتر مثل التأمل اليقظة أو اليوغا
لقد ثبت أن ممارسات التأمل واليقظة فعّالة في علاج الاكتئاب عن طريق ما ينتج عنها من تقليل للتوتر والقلق وتحسين الحالة المزاجية وزيادة الوعي بالذات.
و يمكن أن تساعدك هذه الأنشطة على أن تصبح أكثر واعياً بأفكارك ومشاعرك، مما يسمح بفهم وإدارة العواطف بشكل أفضل.
بالإضافة إلى ذلك، فقد ثبت أن ممارسات التأمل واليقظة تزيد من مستويات الناقلات العصبية مثل السيروتونين والدوبامين، والتي يمكن أن تحسّن الحالة المزاجية وتقلل من أعراض الاكتئاب.
تجنب الكحول والمخدرات
قد يفرط المصابين بالاكتئاب في تناول الكحول والمواد المخدرة ظنّاً منهم أنها تنتشلهم من حالة الكآبة التي يعانون منها.
لكن هذه المواد بحدّ ذاتها قد تكون سبباً للاكتئاب، وتعاطيها على المدى البعيد قد يعبث في كيمياء الدماغ ويغيّر الطريقة التي يعمل بها الدماغ مؤدية إلى اضطرابات نفسية وعقلية.
تدوين اليوميات
يعدّ تدوين اليوميات شكل من أشكال التعبير عن الذات وما يجول في البال من أفكار، ولها دور مهم في إدارة الاكتئاب والتقليل من أعراضه.
وتدوين اليوميات يساعد على فهم وتحديد ما تمرّ به والتركيز على التجارب الإيجابية، وتخفيف المشاعر المكبوتة التي تكون بحاجة لتنفيس، وبالتالي تقليل التوتر وتحسين المزاج.
قم بوضع أهدافاً قابلة للتحقيق واتخذ خطوات صغيرة نحوها
عندما يكون الشخص مصاباً بالاكتئاب يظنّ أنه غير قادر على تحقيق أي شيء، ويشعر بالسوء تجاه نفسه، وبذلك فإن وضع أهداف يومية بسيطة سهلة التحقيق في البداية تجعله يبدأ بالشعور بالتحسن.
ويساعد تحديد أهداف يومية قابلة للتحقيق على تحديد أولويات المهام، ويزيد الحافز والإنتاجية، ويمنح الشعور بالإنجاز.
تناول المكملات الغذائية
بعض المكملات مثل أحماض أوميغا 3 الدهنية وفيتامين د تساهم في الحد من الاكتئاب، وفعالية هذه المكملات قد تختلف من شخص لآخر، ومن المهم جداً استشارة الطبيب قبل تناول أي مكمل، وخاصة إذا كنت تتناول أدوية بالفعل.
الحصول على روتين
عندما يصاب الشخص بالاكتئاب يستولي عليه الحزن والاحباط واليأس، وينخرط في أنماط نوم وغذاء سيئة ويسيطر عليه الملل والتقاعس، ويغيب الهيكل من حياته، ويذوب كل يوم باليوم الذي يليه.
وهنا أتي أهمية وضع روتيين وجدول يومي لطيف يساعد الشخص للعودة إلى المسار الصحيح.
العوامل التي تؤثر على فعالية العلاج الذاتي للاكتئاب
هناك العديد من العوامل التي تؤثر على مدى نجاح المريض في إدارته للاكتئاب بنفسه، وهذه العوامل إما تكون مساعدة أو قد تشكّل عائق يعرقل محاولات مريض الاكتئاب، وقد تزيد أعراضه سوءاً.
ومن أهم هذه العوامل:
- شدّة الاكتئاب الذي يعاني منه الشخص ومدى قابلته للعلاج الذاتي
- مستوى معرفة الشخص وإدراكه بحالته الصحية، وكيفية إدارة أعراضه، والأدوية التي يتناولها
- احتمال وجود حالات صحية أخرى كالقلق أو اضطرابات الشخصية، أو أمراض مزمنة يعانيها
- وجود الدعم الاجتماعي من قبل الاصدقاء والعائلة والاقران، أو عدمه
- المعتقدات الصحية والثقافية، والتصورات ووصمة العار التي تحيط بالاضطرابات النفسية
- درجة الكفاءة الذاتية لدى المريض في إدارة الاكتئاب
- قدرة الفرد على دمج الأنماط الجديدة والسلوكيات المتعلقة بعلاج الاكتئاب الذاتي، في الحياة اليومية
- توفر الموارد المالية التي تعين الفرد على تحسين نمط حياته
- الظروف الأسرية، وتصوّرات أفراد الأسرة حول المرض النفسي، أو وجود مشاكل صحية عند أفراد الأسرة الآخرين
- توفر الوقت اللازم لاتباع مهارات الإدارة الذاتيّة والإضافات والتغيّرات الجديدة على نمط الحياة
- كما قد يشكل العمر والجنس والبلد الذي يعيش فيه الفرد عائق محتمل لمدى قدرته على إدارة اكتئابه بنفسه
علامات الشفاء من الاكتئاب
هنالك العديد من العلامات التي تظهر على مريض الاكتئاب والتي تدل على أنه بدأ بالتعافي والتماثل للشفاء من الاكتئاب[3]، ويبدو ها الشفاء مختلفاً من شخص إلى آخر.
ومن علامات الشفاء من الاكتئاب:
- تحسّن المزاج وزيادة السعادة
- يظهر عليه المزيد من الطاقة والحماس والتحفيز
- تحسّن في تمط النوم
- تحسّن في النظام الغذائي الصحي
- تحسّن الشهية وزيادة الوزن
- تحسن احترام الذات
- زيادة الثقة في النفس
- تحسّن الذاكرة وزيادة القدرة على التركيز
- زيادة الاهتمام بالأنشطة والهوايات
- بناء علاقات أفضل مع الأصدقاء والعائلة
- تقليل الشعور بالذنب وانعدام القيمة
- القدرة على الاستماع بالحياة والأنشطة
- إيجاد معنىً وقيمة للحياة
كيف تتعامل مع الشخص المكتئب
قد يكون التعامل مع مريض الاكتئاب أمراً صعباً وشاقاً، ويحتاج لصبر وتروّ، ولا شكّ أن مريض الاكتئاب بحاجة لمساندة ودعم لإعادة النور لأيامه الحالكة.
ومن أهم طرق التعامل مع الشخص المكتئب:
- الإنصات له والسماح له بالتعبير عن أفكاره ومشاعره دون التقليل من أهميتها وتتفيهها
- تشجيعه على طلب المساعدة المهنيّة واللجوء إلى مختص
- تشجيعه على الالتزام بالخطة العلاجية وتذكيره بمواعيد الجلسات والأدوية
- تشجيعه على الانخراط في مجموعات الدعم النفسي
- التحلّي بالصبر والتحمّل أثناء التعامل مع المريض، وعدم أخذ بعض تصرفاته على محملٍ جدّي
- عرض المساعدة على مريض للاكتئاب كأداء المهمات وطهي الطعام وغيرها من الأعمال المنزلية لتخفيف العبء عنهم
- كن إيجابياً أثناء تعاملك مع مريض الاكتئاب، واجعل تركيزك على أمور الحياة الإيجابية
- ذكّر مريض الاكتئاب بنقاط قوته وقدراته، واجعله يشعر بقيمته
- تجنّب توجيه النقد أو إلقاء اللوم على الشخص المكتئب، فالاكتئاب ليس نتيجة نقص في الإرادة أو عيوب في الشخصية
هل يزول الاكتئاب من تلقاء نفسه؟
الاكتئاب هو مرض نفسي معقد وخطير، ويتطلب عادة علاجاً متخصصاً لتخفيف الأعراض تماماً، وفي حين أن بعض الأشخاص المصابين بالاكتئاب قد يعانون من تحسن مؤقت من تلقاء أنفسهم، غير أنّه الأعراض قد تستمر أو تزداد سوءاً دون الحصول على الرعاية المناسبة.
ما هي أشد أنواع الاكتئاب؟
- الاكتئاب الشديد (Major Depressive Disorder): هو حالة تتميز بأعراض الاكتئاب الشديدة التي تؤثر بشكل كبير على الحياة اليومية للفرد، مثل فقدان الاهتمام بالأنشطة اليومية، والشعور بالحزن العميق، والتعب، ومشاكل في النوم.
- الاكتئاب الذهاني (Psychotic Depression): يتميز بوجود أعراض الاكتئاب الشديدة بالإضافة إلى أعراض الذهان، مثل الهلوسة والأوهام، والتي يمكن أن تشمل الأفكار البارانوية أو الاعتقادات غير الواقعية.
- الاكتئاب ثنائي القطب (Bipolar Depression): جزء من اضطراب ثنائي القطب، ويتميز بتقلبات مزاجية شديدة، تتراوح بين الهوس (مزاج مرتفع غير طبيعي) والاكتئاب الشديد.
- الاكتئاب الموسمي (Seasonal Affective Disorder): نوع من الاكتئاب يحدث في أوقات معينة من السنة، عادةً خلال فصل الشتاء عندما تقل ساعات النهار.
- اضطراب الاكتئاب المستمر (Dysthymia): يتميز بأعراض اكتئاب خفيفة إلى معتدلة تستمر لفترة طويلة، عادةً لمدة سنتين أو أكثر.
هل مرض الاكتئاب ابتلاء من الله؟
في الإسلام، يُنظر إلى الاختبارات والتحديات الحياتية، بما في ذلك الأمراض النفسية مثل الاكتئاب، على أنها جزء من الابتلاءات أو الاختبارات التي يمر بها الإنسان في الحياة. يُعتقد أن الله يبتلي الناس بمختلف الطرق لاختبار إيمانهم وصبرهم ولتطهيرهم من الذنوب أو لرفع درجاتهم في الآخرة.
ومع ذلك، من المهم أيضًا التأكيد على أن الإسلام يشجع على طلب العلاج الطبي للأمراض النفسية والجسدية على حد سواء. يُشجَّع المسلمون على الدعاء والتوكل على الله وفي الوقت نفسه البحث عن العلاجات المناسبة من خلال الطب والاستشارة النفسية.
بالتالي، يمكن اعتبار الاكتئاب كابتلاء في سياق الإيمان، ولكن يُنظر إليه أيضًا على أنه حالة طبية يمكن علاجها والتعامل معها بمساعدة المتخصصين في الصحة النفسية.
في الختام، يُعتبر الاكتئاب حالة نفسية تتطلب الاهتمام والعناية الكافية، سواء كان ذلك من خلال الدعم النفسي، أو العلاج الطبي، أو الاستراتيجيات الذاتية. من المهم التوعية بأن الاكتئاب ليس علامة على الضعف أو نقص الإيمان، بل هو اضطراب صحي يمكن التعامل معه بفعالية. نشجع كل من يعاني من أعراض الاكتئاب على طلب المساعدة المهنية والاستفادة من الموارد المتاحة لتحسين جودة حياتهم. بالإيمان والصبر والعلاج المناسب، يمكن تجاوز تحديات الاكتئاب والتطلع إلى مستقبل أكثر إشراقًا وأملًا.
[…] وشعرت بعلامات التحسن، لايمكنك ايقاف الدواء ” علاج الاكتئاب ” من تلقاء نفسك، لما يترتب علية الكثير من المخاطر […]
[…] مقالات ذي صلة : كيف أعالج نفسي من الاكتئاب بأفضل الطرق […]
[…] مقال تفصيلي : كيف أعالج نفسي من الاكتئاب بأفضل الطرق […]
[…] دون التعبير عنها. قد يؤدي ذلك إلى زيادة فرص الإصابة بالاكتئاب، حيث يمكن للعواطف المكبوتة أن تساهم في تدهور المزاج […]