من الظواهر الصحية النفسية المهمة التي تؤثر على العديد من الأفراد حول العالم نجد اضطراب الأكل .حيث يتعلق هذا الاضطراب بالتصرفات غير الصحية في تناول الطعام، والتي قد تكون مفرطة جدًا أو غير كافية، مما يؤثر على صحة الجسم والعقل.
يعد اضطراب الأكل مشكلة صحية خطيرة، حيث يمكن أن يؤدي إلى مضاعفات صحية جسيمة مثل نقص التغذية واضطرابات القلب والعظام والتوتر النفسي والاكتئاب. وعلى الرغم من أن الاضطرابات الغذائية تؤثر بشكل أساسي على النساء، إلا أنها يمكن أن تظهر أيضًا لدى الرجال.
في مقالنا اليوم سوف نتعرف أكثر على هذا اضطراب الأكل وماهي علاقة هذا الاضطراب بفصل الشتاء، وماهي النصائح التي يمكن إتباعه لتفادي الإصابة بهذا الاضطراب.
ماهو اضطراب الأكل
مفهوم اضطراب الأكل
اضطراب الأكل هو مصطلح يشمل مجموعة من الحالات النفسية التي تتعلق بالعلاقة بين الفرد والطعام. يتميز هذا الاضطراب بتعديلات غير طبيعية في النمط الغذائي والشعور بالجوع والشبع، مما يؤثر على الصحة الجسدية والعقلية للشخص المصاب.
أشهر أنواع اضطراب الأكل
هنالك انواع عديدة لاضطراب الأكل نذكر منها مايلي:
اضطراب فرط الأكل العاطفي (Binge Eating Disorder): يتمثل في تناول كميات كبيرة من الطعام بشكل متكرر في فترات قصيرة دون أن يكون هناك شعور بالجوع الحقيقي. يكون هذا السلوك استجابة للمشاعر العاطفية السلبية مثل القلق والاكتئاب.
اضطراب الشهية العصبي (Anorexia Nervosa): يتمثل في تجنب تناول الطعام بشكل مستمر والتمسك بالتفكير الخاطئ بأن الوزن زائد. يمكن أن يؤدي هذا الاضطراب إلى فقدان الوزن المفرط ومشاكل صحية خطيرة.
اضطراب الشهية/القيء (Bulimia Nervosa): يتمثل في تناول كميات كبيرة من الطعام في فترة زمنية قصيرة (فرط الأكل)، ثم التعويض عن ذلك بالتقيء أو استخدام ملينات أو ممارسة التمارين الرياضية المفرطة.
لهذا تعتبر اضطرابات الأكل مشكلة صحية خطيرة وتحتاج إلى علاج نفسي ودعم طبي متخصص. قد تسبب هذه الاضطرابات آثارًا نفسية وجسدية خطيرة مثل فقدان الوزن المفرط، اضطرابات النمو، مشاكل في القلب، وينصح باللجوء المباشر إلى الأطباء في حالة الإصابة بأعراضه.
علاقة فصل الشتاء باضطراب الأكل
ترتبط فصول السنة بشكل عام، وفصل الشتاء على وجه الخصوص، ببعض الآثار على النمط الغذائي والصحة النفسية للأفراد، وهذا قد يؤثر على بعض الأشخاص بشكل خاص فيما يتعلق بالأكل.
فهناك عدة عوامل تفسر العلاقة بين فصل الشتاء واضطراب الأكل:
انخفاض درجات الحرارة: مع وصول فصل الشتاء، تنخفض درجات الحرارة، مما يجعل الشهية تزداد لبعض الأشخاص، وهذا قد يؤدي إلى تناول كميات زائدة من الطعام.
التغيرات الهرمونية: قد تحدث تغيرات في مستويات الهرمونات في فصل الشتاء، وهذا يمكن أن يؤثر على الشهية والمزاج لدى البعض، وقد يزيد من تواتر الرغبة في تناول الأطعمة العالية السعرات الحرارية والدهنية.
انخفاض النشاط الجسدي: بسبب انخفاض درجات الحرارة، يميل البعض إلى قضاء وقت أكبر في الداخل والتخلي عن الأنشطة الخارجية. قد يؤدي هذا النمط إلى انخفاض مستويات النشاط الجسدي وبالتالي زيادة الاستهلاك الحراري دون زيادة النشاط، مما يسهم في زيادة الوزن.
نصائح لتفادي اضطراب الأكل في فصل الشتاء
هنالك كثير من الإرشادات والنصائح لتفادي اضطرابات الأكل في فصل الشتاء.
وقد جمعنا لك بعض هذه النصائح لتفادي اضطراب الأكل:
تناول وجبات متوازنة: حاول تناول وجبات متوازنة تحتوي على الفواكه والخضروات والحبوب الكاملة والبروتينات. ضع خطة غذائية متنوعة تساعد على الحفاظ على صحة جسمك.
ممارسة النشاط البدني: حاول الحفاظ على مستوى نشاط بدني مناسب حتى في فصل الشتاء. اخرج للمشي أو ممارسة التمارين الرياضية في الداخل. قد يساعد النشاط البدني على تحسين المزاج والتقليل من التوتر والقلق.
تناول وجبات منتظمة: لا تتجاوز فترات الصيام الطويلة بين الوجبات. تناول وجبات منتظمة على مدار اليوم يساعد على الحفاظ على مستوى السكر في الدم مستقرًا ويمنع التهاون في تناول الوجبات الكبيرة.
التعامل مع الضغوط النفسية بشكل صحي: بدلاً من اللجوء للأكل كوسيلة للتخفيف من الضغوط والقلق، حاول التحدث مع أحد أصدقائك أو أحد المقربين منك عن مشاعرك أو البحث عن طرق أخرى للتأقلم مع المشاعر السلبية، والحفاظ على الصحة النفسية والعقلية.
تجنب العزلة: حاول قضاء وقتًا ممتعًا مع الأصدقاء والعائلة والمشاركة في النشاطات الاجتماعية الممتعة. الشعور بالارتباط الاجتماعي يمكن أن يساعد في تقليل الإحساس بالوحدة والكآبة.
تجنب التهافت على الأطعمة عالية السعرات الحرارية: في الاحتفالات والمناسبات الاجتماعية، حاول تجنب التهافت على الأطعمة العالية السعرات الحرارية والدهنية. تناول الوجبات بحذر واستمتع بالأطعمة بشكل معتدل.
البحث عن الدعم النفسي: إذا كنت تعاني من اضطراب الأكل أو تشعر بصعوبة في التعامل مع الأوضاع النفسية في فصل الشتاء، فلا تتردد في طلب المساعدة من محترفي الصحة النفسية.
فباختصار من خلال الاهتمام بتناول وجبات صحية ومتوازنة وممارسة النشاط البدني والتعامل بشكل صحي مع التحديات النفسية، يُمكن تفادي اضطرابات الأكل في فصل الشتاء والحفاظ على صحة جسم وعقل قوية.
نصائح من أجل أكل سليم وصحي
هذه بعض النصائح لتحسين الأكل وتبني نمط غذائي سليم وصحي في جميع الفصول:
تناول وجبات متكاملة: حرص على تناول وجبات متوازنة تحتوي على مجموعة متنوعة من الفواكه والخضروات والحبوب الكاملة والبروتينات والألبان. يساعد هذا النمط على تلبية احتياجات الجسم من العناصر الغذائية المختلفة.
تجنب الأطعمة المصنعة والمعلبة: حاول تجنب الأطعمة المصنعة والمعلبة التي تحتوي على كميات كبيرة من السكر والملح والدهون المشبعة. اختر الأطعمة الطبيعية الطازجة بدلاً منها.
شرب كمية كافية من الماء: تأكد من شرب كمية كافية من الماء طوال اليوم. يساعد شرب الماء على ترطيب الجسم والحفاظ على صحة الجهاز الهضمي.
الابتعاد عن الوجبات السريعة: حاول الابتعاد عن تناول الوجبات السريعة والوجبات الجاهزة التي تحتوي على سعرات حرارية عالية وقليلة من العناصر الغذائية المفيدة.
تناول وجبات صغيرة ومتكررة: يفضل تناول وجبات صغيرة ومتكررة على مدار اليوم بدلاً من تناول وجبات ثقيلة وكبيرة في وقت واحد.
المعلومات الغذائية: كن حذرًا عند قراءة المعلومات الغذائية على العبوات والتأكد من تجنب المنتجات التي تحتوي على مكونات غير صحية.
ممارسة النشاط البدني: حاول ممارسة التمارين الرياضية بانتظام، فالنشاط البدني يساعد على حرق السعرات الحرارية وتعزيز اللياقة البدنية.
تجنب الأكل الغير صحي: لا تنتظر حتى تشعر بالجوع الشديد قبل تناول الطعام. قد يؤدي الشعور بالجوع الشديد إلى اختيار الأطعمة الغير صحية والوجبات السريعة.
تناول وجبة الإفطار: لا تتجاوز أهمية تناول وجبة الإفطار. يعتبر تناول وجبة إفطار صحية بداية جيدة ليومك ويساعد في تحفيز الأيض.
الحفاظ على التوازن العاطفي: تجنب الوقوع في الأنماط الغذائية المرتبطة بالعواطف السلبية. حاول التحكم في الأكل الزائد بسبب التوتر أو الحزن.
بتبني هذه النصائح واعتماد نمط غذائي صحي، يمكنك تحسين صحتك والحفاظ على وزنك المثالي والشعور بالنشاط والحيوية.
في ختام مقالنا عن اضطراب الأكل وعلاقته بفصل الشتاء
يُعتبر اضطراب الأكل من القضايا النفسية الحساسة التي تتطلب الاهتمام والتدخل السريع والمناسب. إن تأثيراته الصحية والنفسية قد تكون كارثية على الأفراد المتأثرين ومحيطهم. لذلك، يجب على المجتمع أن يسعى لتوفير الدعم والمساعدة للأشخاص الذين يعانون من هذه الاضطرابات.
لا يوجد تعليقات .