متلازمة جانسر هي إحدى أنواع المتلازمات المرضية النادرة التي قد تصيب الإنسان في حياته، ووجود هذه المتلازمة يعني تعرض الفرد لبعض الأعراض والاضطرابات النفسية التي تحدث خلل له وتؤثر عليه بشكل سلبي في حياته بمختلف جوانبها.
وسميت بذلك الاسم نظراً لأن بعض أسماء المتلازمات حينها كانت تسمى على اسم الطبيب الذي اكتشفها وتولى الدراسة المتعلقة بها
تعريف متلازمة جانسر
- مع التقدم العلمي وانتشار الأبحاث المختصة بهذا المجال في الآونة الأخيرة تم التوصل إلى أن هذه المتلازمة هي عبارة عن اضطراب ذهاني مثله مثل الانفصام الذي يصيب الفرد في تفكيره وعقله نتيجة لعدة أسباب مختلفة.
- فقد تكمن هذه الأسباب داخل الفرد وقد تتمثل هذه الأسباب للتعرض للكثير من الأزمات النفسية والعقلية والتي لا يستطيع الفرد على تحملها.
نشأة متلازمة جانسر ؟
- لقد اكتشف هذا النوع من المتلازمة [1] شخص ألماني الجنسية في سنة ١٨٩٧، ويدعى Ganzerth Siebert Josep Maria، وقد حرص هذا العالم على توضيح هذا المرض بأنه اضطراب يصيب وعي الإنسان، وذلك لدرجة تحدث خللا في خيالته، ومع هذا فإن هذا الإنسان يحتفظ ظاهريا بجزء من الإجراءات التي يؤديها بشكل تلقائي.
- كما يعرف بعض علماء علم النفس متلازمة جانسر على إنها اضطراب نفسي، وهذا يحدث للفرد نتيجة تعرضه لوعكة وصدمة نفسية شديدة.
- كما قد يصاب الإنسان نتيجة إدمان الكحوليات بكل أنواعها، أو قد يصاب نتيجة تعرضه لنوع من أنواع الإصابات التي قد تصيب الرأس والدماغ.
- يشير البعض أن متلازمة جانسر هي عبارة عن مجموعة من الاضطرابات النفسية المصاحبة ببعض الأعراض هذه الأعراض تشبه أعراض مرض الفصام، وهذا مثل فقدان الذاكرة والهلوسة، بالإضافة إلى التفكير في بعض الأفكار الغير منطقية لمريض متلازمة جانسر، مما يضطر علاج هذه المتلازمة على يد طبيب نفسي متخصص.
- كما يتم تعريف هذه المتلازمة على أنها اضطراب عقلي ونفسي، يظهر فيه المريض بملامح وهنة وضعيفة إذ نجد أن المصاب بمتلازمة جانسر ذو جسم هزيل.
- ويطلق على متلازمة جانسر اسم آخر وهو ذهان السجن، هذا نسبة إلى أن بداية هذا المرض تم ملاحظته على السجناء، فكانوا دائما يشعرون باحتياجهم لنظرة الآخرين على أنهم مرضى، وذلك من أجل الحصول على التعاطف والاهتمام لتعويض شعورهم بالحرمان من الأمان، حتى لو أدى الأمر إلى أذى أنفسهم من أجل كسب تعاطف واهتمام الآخرين.
أسباب الإصابة بمتلازمة جانسر
هناك العديد من الأسباب [2] التي قد تساهم في إصابة الفرد بمتلازمة جانسر ومن هذه الأسباب ما يلي:
- ترجع بعض أسباب الإصابة إلى الإجهاد النفسي الشديد بل والإجهاد العقلي، وتأثر الإنسان نفسيا لدرجة زائدة، وهناك أشخاصا غير قادرين على تحمل المسئولية الحياتية، وغير قادرين على مواجهة الحياة بكافة أزماتها وصعوباتها فيلجئون دائما إلى الهروب من المسؤولية ويلقون بأحمالهم على الآخرين، هؤلاء الأفراد على وشك التعرض للإصابة بمتلازمة جانسر في أي وقت.
- هناك بعض الأسباب الخارجية وهذا مثل تناول الكحول بنسبة كبيرة لدرجة تصل الفرد إلى إدمان الكحوليات مما يؤثر على الدماغ، ومن هذا أرجع بعض متخصصين الصحة النفسية أن مدمني الكحول أكثر الأشخاص تعرضا للإصابة.
- قد يتعرض الفرد لبعض الإصابات الدماغية وهذا مثل السكتات الدماغية المفاجئة، أو كإصابة رأس الفرد في حادث ما، ولقد تم عمل دراسات بحثية عن بعض الحالات المصابة، حيث تم إثبات أن بعض الحالات ترجع إصابتها إلى تعرضها لبعض الاضطرابات الشخصية لدى الفرد.
- حيث يكون الشخص لديه درجة معادية للمحيطين به، بل وللمجتمع أجمع، أي أنه شخص يتسم بالعدوانية الشديدة، الإهمال الشديد من الأسرة أو المجتمع الذي يتعرض له الشخص منذ الصغر حتى الكبر يؤثر على صحة النفسية والعقلية بشكل كبير ومؤثر.
- فمعظم هؤلاء الأشخاص غير متوازنين نفسيا، ولذلك يلجأون دائما إلى العزلة والانطوائية ويرهبون الاختلاط والاندماج بين أفراد المجتمع، ولكنهم يشعرون أنهم دائما في حاجة إلى الحب والحنان والتعاطف من الآخرين، لذا فهم دائما يسعون إلى إظهار أنفسهم بأنهم الأضعف.
- وذلك لكسب عطف الآخرين وللحصول على التعزيز الاجتماعي بأشكاله المختلفة لتعويض ما لديهم من نقص في المشاعر وحرمان الحب والاحتواء، هؤلاء الأشخاص أجمع العلماء على أنهم هم أكثر الأشخاص تعرضا لمتلازمة جانسر.
تشخيص الإصابة باضطراب متلازمة جانسر
- قد يتم تصنيف متلازمة جانسر في هذه الحالة على أنها تقع تحت الاضطرابات الحركية والتي يدعي فيها مريض هذه المتلازمة بالمرض والضعف.
- يكون حل هذه المشكلة نفسيا هو استخدام أسلوب المحاكاة مع المريض من أجل إخراج ما بداخله، وهذا يتم على يد أطباء متخصصين في الصحة النفسية.
- فبعض الأعراض والأسباب التي ترتبط بهذا النوع من المتلازمة يتشابه بدرجة كبيرة مع الانفصام لدرجة قد تجعل البعض يصنف هذه المتلازمة أنها نوع من أنواع الانفصام، فهم يتعرضون مثلما يتعرض مريض الانفصام إلى فقدان ذاكرة، كما أن هناك أفكار داخلية لهم، هذه الأفكار مضطربة بشدة تتسم بأنها غير واقعية.
- ولكن هناك جزء في شخصياتهم تقوم بتنفيذ الإجراءات الحياتية بشكل تلقائي وتقليدي.
الأعراض والعلامات الرئيسية لمرضى متلازمة جانسر
- من الأعراض التي تظهر على المصابين بجانسر أن يكون هذا الشخص غير مصاب بأي مرض، وعلى الرغم من ذلك فإنه يدعي أن مريض وضعيف وبحاجة إلى اهتمام ورعاية واحتواء من الآخرين.
- يتعامل المصاب مع الآخرين بشكل غريب للغاية فهو دائما غير متحمل للمسئولية، ويهرب من مواجهة من حوله بشكل دائم نتيجة للاضطراب النفسي الذي يشعر به.
- يلجأ المريض بمتلازمة جانسر إلى العزلة والانطوائية بشكل دائم ومستمر فهو شخص منطوي على نفسه غير اجتماعي، وقد يرجع السبب لهذا الإهمال الأسري والاجتماعي الذي تعرض له منذ الصغر الأمر الذي أدى إلى زيادة المكبوتات النفسية الداخلية له، مما جعله يرهب الاختلاط بين الناس بشكل مرضي فهو يشعر دائماً بالحرج الشديد.
- كما أنه قد يشعر بعدم الثقة في النفس وأن المحيطين به داخل هذا المجتمع سوف يقللون من شأنه بشكل دائم.
- بعض هؤلاء الأشخاص تكون لديهم عدوانية كبيرة تجاه الآخرين لدرجة تجعلهم يتلفظون بألفاظ قاسية ومتعجرفة أثناء التحدث مع الآخرين.
- من العلامات التي تظهر على الفرد المصاب الهلاوس في بعض الأحيان، سواء كانت هذه الهلاوس سمعية أو بصرية، كأنهم يرون ويسمعون أشياء غير موجودة، هذه الأشياء تؤثر عليهم تماما ويقتنعون بوجودها، وهذه الحالة مشابهة ببعض حالات الانفصام.
- ومن الأشياء الشائعة لهؤلاء أنه أثناء التعامل والتحدث معهم يبدون كل شيء بالرفض، فتكون كل إجابتهم لا على كل شيء، لإنهاء الحديث على الفور، كما يرجع بعض المتخصصين أن كلمة لا تعبر على أنه غير متحمل للأعباء والمسئوليات أيا كانت حجمها.
- قد يدعي المريض في بعض الأحيان أنه لا يقدر على التحرك أو أنه لا يشعر بيده، هذا لأن السائد بين أصحاب هذه المتلازمة أنهم يدعون الشلل والإصابة الجسمانية، ويسمي علماء النفس هذا النوع من الشلل بالشلل الهستيري.
وجه التشابه بين متلازمة جانسر والفصام
بما أنه قد تم إرجاع هذه المتلازمة على إنها تقع تحت تصنيفات مرض الفصام، حيث نجد أن السائد بين أصحاب متلازمة جانسر ما يلي:
- غياب الوعي الفكري لديهم.
- فقدان الذاكرة بشكل مؤقت أو دائم بعض الشيء.
- لديهم أعراض التحويل.
- يحدث لهم تغيرات للوعي بشكل دائم.
- يشعرون بالتوتر والقلق مع أي حدوث أي شيء.
- من الأعراض الرئيسية والواضحة على المصاب الارتباك الذهني، فقد يغيب الوعي في الكثير من الأحيان لدرجة فقدان الهوية الشخصية، وعدم الاستجابة العقلية لأي شيء محيط بهم.
- هم الأشخاص الذين يجدون معاناة للتعامل والتفاعل مع المثيرات البيئية المختلفة.
- وهم أكثر الأشخاص الذين إذا تطلب لهم إجباريا التصرف في بعض المواقف قد يقومون بتقليد الآخرين دون بذل أي مجهود فكري أو عقلي.
مقالات قد تنال اعجابك : نظرية بافلوف في علم الطب النفسي
علاج متلازمة جانسر
يتفاوت العلاج [3] طبقا لتفاوت درجات الإصابة، كما أن العلاج يبدأ فعليا بعد مرحلة اعتراف الحالة بأنها مصابة بهذه المتلازمة ويتم الآتي:
- يتم تقديم الدعم المعنوي وكذلك الدعم النفسي بشكل دائم للمريض واللذان لهما دور مهم وفعال في تحسين الحالة النفسية للمصاب.
- قد يتم اللجوء إلى إعطاء أدوية مضادة لأمراض الذهان العقلي وكذلك أدوية مضادة للاكتئاب.
- من خلال تقديم العلاج يجب الحفاظ على صحة وحياة هذا المصاب لأنه قد يعرض نفسه وغيره للخطر.
- استخدام أسلوب المحاكاة مع بعض الحالات، هذا من أجل إخراج كافة الخلجات والأحاسيس التي يشعرون بها، والتي عن طريقها يتم التعرف على كل الأشياء التي تعرضوا لها من قبل.
- كما يتم التعرف على المسببات التي أدت إلى الإصابة، ومن هنا يتم إخضاع المصاب إلى جلسات نفسية.
- هذه الجلسات تساهم بشكل كبير في تحسين الحالة النفسية للفرد المصاب.
متلازمة جانسر: الخلاصة
متلازمة جانسر هي اضطراب نفسي نادر يتميز بفقدان الذاكرة المؤقت والتشوش الهوياتي، حيث يتصرف الفرد كما لو كان شخصًا آخر. قد تشمل الأعراض الأخرى الارتباك، والتجول بلا هدف، وفقدان الذاكرة للأحداث الحالية.
النقاط الرئيسية:
1. فقدان الذاكرة المؤقت: العرض الأساسي لمتلازمة جانسر هو فقدان الذاكرة المؤقت، حيث ينسى الشخص معلومات شخصية أساسية.
2. التشوش الهوياتي: قد يتخيل المريض أنه شخص آخر، ويعتقد أنه يعيش حياة مختلفة تمامًا.
3. التجول بلا هدف: قد يتجول الأشخاص المصابون بمتلازمة جانسر بلا هدف واضح، وقد يجدون أنفسهم في أماكن بعيدة دون تذكر كيف وصلوا إلى هناك.
4. الارتباك: قد يعاني المرضى من ارتباك شديد وعدم القدرة على فهم ما يحدث حولهم.
أهمية طلب المساعدة المهنية:
من الضروري طلب المساعدة المهنية إذا كان هناك شك في الإصابة بمتلازمة جانسر. يمكن للأطباء النفسيين والمعالجين تقديم التشخيص الصحيح ووضع خطة علاج مناسبة، والتي قد تشمل العلاج النفسي والأدوية. العلاج المبكر يمكن أن يساعد في تقليل الأعراض وتحسين جودة حياة المريض.