كثير من الشباب يظنون أن كلمة “قديم” تعني عجزًا عن مواكبة العصر. لكن الاباء وأحيانًا المجتمع كله، يحتاجون إلى إعادة تعريف معنى (القديم): وهو الخبرة، الجذور، القيم التي شكلت هويتنا، وليست قيوداً على التقدم. هذا الفهم يساعد الشباب على تقدير الماضي وتعلم الدروس منه دون رفضه تماماً.
وفي زمن تتغير فيه القيم والمفاهيم بسرعة، كثير من الشباب يشعرون أن الأباء “قديمون”، وأن هناك فجوة بين جيلهم وجيل الآباء. لكن الحقيقة، كما يشير عنوان هذا المقال، أن “القديم” ليس تخلفاً، بل هو جذورنا وهويتنا. لذلك، علينا جميعاً إعادة النظر في العلاقة بين الأجيال وفهمها بشكل جديد
الشباب يعيش في عالم سريع ومليء بالتغييرات التكنولوجيةو سوشيال ميديا والثقافات المتداخلة
- في نفس الوقت الاباء يرون إن قيم “القديم” كالالتزام و الأخلاق و الخبرة والعادات هي التي تحمي وتوجه ابنائهم .
- فيحدث الصدام و الشباب يرى إن القديم “محدودية”، والآباء يرون إن الجديد “تهور”.
وهذا يحتاج خطة توعوية وتدريبية على محورين:
- .الاباء : كيف يحافظوا على قيمهم ويزرعوها داخل أولادهم بأسلوب يتماشى مع لغة الجيل.
- والابناء: كيف يفهموا إن “القديم” ليس معناه “تخلف”، لكن هو جذور ومعنى وهوية.
اقترح خطة تدريبية لكل اسرة يمكن ان تنفذها داخل كل بيت كي يحدث الترابط بين القديم والحديث او بالمعني الصحيح الاباء والابناء
فهم الفجوة بين الأجيال
- جلسة نفكر فيها “لماذا الشباب يقولوا لأبائهم ( تفكيركم تفكير خمسيناتي )؟” كيف نحللها تحليل نفسي واجتماعي ونرى ونسأل انفسنا هل تهاونا مع اولادنا في غرز القيم واحترام القديم وان القديم هو الجذور الاساسية اللي بنيت عليها الافكار الايجابية والاساليب التعليمية التي نشأو عليها وهل اخذنا بالنا من استيعاب اولادنا لهذة الجذور والقيم عند غرزنا لها داخل نفوسهم هل اخدنا بالنا ماهي نتيجة هذا وهل سألناهم وناقشناهم ماهو الاسلوب الذي يعجبهم في القديم وماهو الاسلوب الذي يعجبهم فيه ونقوم بمناقشة ايجابية معهم من غير اي تنمر او استخفاف بارائهم وانتم تطبقون هذا تقومون بعمل تمرين بسيط يجعلهم يفهمون مغزى الامر .
- تمرين: لعبة الادوار (الأب يمثل الابن والابن يمثل الأب) → لتبادل وجهات النظر.
إعادة تعريف كلمة “قديم”
هل جربتم تفسرون لهم وتعرفونهم معناها وجذورها وان كل قديم يعتبر هو اصل الشيء فأفكاركم القديمة التي يتهمكم بها اولادكم هي اصول تربيتهم واخلاقهم واصلهم ككل
- ومن خلال عمل ورشة داخل البيت بشكل سلس وفيه تسلية تعرفهم ان:
“القديم = خبرة وحكمة، وليس تخلف”.
- وقوموا بعمل تمرين عملي وانتم جالسون معهم في المنزل وشاركوهم قصص من حياة الأهل تثبت إن “القديم” فيه دروس لليوم.
أساليب حديثة للتواصل الاباء مع الابناء من خلال
- تدريب انفسكم على استخدام لغة حوار “عصرية” مع اولادكم من غير ما يفقدوا قيمهم.
- علموهم تقنيات الإصغاء الفعال بدل من الوعظ المباشر.
المزج بين القديم والجديد
- بعمل جلسة خفيفة الظل علي هيئة قصة قصيرة فيها معني :
ل“كيف نصنع جسرًا بين الأجيال؟”
- ونفذو تمرين عبارة عن :
مشروع مشترك بين الأهل والأبناء (مثلاً: تعلم تكنولوجيا مع الابن، وتعليم الابن عادة أو مهارة قديمة من الأهل).
تحويل الكلمة إلى تحدي إيجابي
كحملة توعية صغيرة: “قديمنا أساس جديدنا”. تشرح فيها ان القديم هو الاساس والاصل ولخمسيناتي هو سبب وجود الإلفينى وكلنا نكمل بعض وافكارنا هي جسر بيننا يجب الحفاظ عليها والربط بينهم شيء ضروري وهذا يتم
من خلال مناقشات تتفق الاسرة مع المدرسة لعمل ندوات قصيرة ومسرحيات تمثيلية تشرح فيها ذلك
- وتنفيذ أنشطة شبابية: كمسابقات أو محتوى على السوشيال يبرز قيمة ان القديم هو اصل الجديد . يجب ان نقرب لأبنائنا ونجعل آرائهم شئ اساسي يحترم مهما اختلفوا مع آراؤنا فلهم حقوق التعلم والفهم والاستيعاب والتقبل كل هذا ممكن ان نلخصه في كلمة احتواء لأبنائنا وهذا واجب علي كل اسرة ان تحتوي ابناؤها وتحتوي ارائهم مهما كانت مختلفة عنهم وتحببهم في الافكار والاساليب والقيم التي تربو عليها حتي يشعرون بالأهمية والاحتواء الاسري العاطفي
وحين ننظر إلى علاقتنا بأبنائنا، ندرك أن التغير سنة الحياة، لكن الثابت دائمًا هو الرابط الإنساني بين الأجيال. صحيح أن التكنولوجيا جعلت العالم أسرع وأكثر تعقيدًا، لكن في جوهره، لا يزال الإنسان يحتاج إلى الحب، التقدير، والانتماء. وهذه الاحتياجات لا يمكن أن يلبيها “الجديد” وحده، بل تحتاج إلى مزيج من الأصالة والحداثة.
إن إعادة تعريف كلمة “قديم” هي دعوة لكل أسرة أن تعيد النظر في حواراتها. فالقديم ليس عائقًا، بل بوصلة تساعدنا على ألا نفقد اتجاهنا وسط هذا الزخم من التغيرات. والشباب ليسوا متمردين بطبيعتهم، بل يبحثون عن مساحة تُسمع فيها أصواتهم، وتُقدّر فيها اختياراتهم. وعندما يلتقي وعي الأهل بخيال الشباب، يولد جيل قادر على بناء المستقبل دون أن يقطع صلته بالماضي.
ومن هنا، يصبح السؤال الأهم: كيف نحول هذه الرؤية إلى ممارسة يومية؟ الإجابة تبدأ من تفاصيل صغيرة: جلسة حوار أسبوعية بين أفراد العائلة، مشاركة نشاط يجمع بين خبرات الآباء واهتمامات الأبناء، أو حتى مجرد لحظة صادقة من الإصغاء المتبادل. هذه اللحظات الصغيرة هي التي تُبني عليها الجسور الكبيرة.
فلننظر إلى علاقتنا بالأجيال بمنظور جديد: نحن لسنا قدامى ولا متأخرين، نحن امتداد لبعضنا البعض. وكل كلمة أو قيمة أو تجربة نحملها من الماضي، تصبح هدية نهديها للأبناء ليمضوا بها إلى الأمام بثبات أكبر.
ومن المهم ان ندرك ان العلاقة بين الأجيال ليست صراع أ و أختلاف وجهات نظر لكنها عملية طبيعية تعكس تطور الحياة نفسها . فكل جيل يأتي محملا بتجاربه وقيمه وافكاره وطموحاته ومع ذلك لايمكن لأي جيل أن يعيش في عزلة . والأجيال مثل حلقات متصلة يكمل بعضها بعضا ، وإذا انقطعت هذة الحلقات ضعفت السلسلة . لذلك ،لابد أن ننظر إلى الحوار بين القديم والحديث كفرصة ذهبية تنقل الحكمة الي الامام ،وفي الوقت نفسه تستقبل الإبداع والتجديد من الخلف .
في الأخير
حين نفكر بعمق ، نجد ان القديم هو الأصل الذي تستند إليه خطواتنا مهما ابتعدنا في مسارات المستقبل . الأبناء يحتاجون دائما إلي معرفة ان جذورهم صلبة حين نفكر بعمق، نجد أن “القديم” هو الأصل الذي تستند إليه خطواتنا مهما ابتعدنا في مسارات المستقبل. الأبناء يحتاجون دائمًا إلى معرفة أن جذورهم صلبة، وأن كل قيمة قديمة ما زالت تحيا في سلوكياتهم وقراراتهم وإن لم يلاحظوا ذلك. بالمقابل، الآباء يحتاجون إلى التعلّم من أبنائهم كيف يوسّعون آفاقهم ليتأقلموا مع العالم المتغير. وهكذا، لا يصبح القديم ضد الجديد، بل يصبحان جناحين متكاملين يحلّق بهما الإنسان نحو مستقبل أفضل.
إن الرسالة الجوهرية ليست في الدفاع عن القديم أو الانبهار بالجديد، وإنما في الجمع بين الاثنين: أن نحافظ على جذورنا وفي نفس الوقت نسمح لأبنائنا أن ينموا بحرية. وحين نمارس ذلك عمليًا في حياتنا اليومية — بحوار، واحتواء، واحترام متبادل — نخلق أجيالًا أكثر توازنًا
وفي النهاية، لعل أجمل ما يمكن أن يقوله جيل لجيل هو: أنا مش قديم… أنا أصلك
لا يوجد تعليقات .