وسواس التلوث العقلي : يعتبر وسواس التلوث العقلي واحد من احد انواع الوساوس القهرية و اغربها و يعد اكثرها خطورة في الوقت نفسه
حيث يرتبط بالعقل وما يجول به من تصورات و تخيلات و افكار سلبية تجاه المحيط و المجتمع و الاخرين كل ذلك مجتمع في ذهن هذا الشخص بمفرده
سنوضح اليوم لكم ما أبرز الأفكار التي تدور في ذهن المصاب بهذا الوسواس و ما هو مفهوم وسواس التلوث العقلي بتفاصيله ؟
ما هو وسواس التلوث العقلي ؟
في البداية نذكر أنه نوع من انواع الوساس المرتبطة بالافعال والالفاظ المسيئة اي انه مرتبط بالاساءات بشكل عام التي قد يتعرض اليها شخص من قبل أسرته و الأفراد القريبين المحيطين به و ما يصيب هذا الشخص من اضطرابات و مشاعر اشمئزاز في عقله تجعله مجبراً على الابتعاد عن المحيطين به و الاعتقاد بأن عقله قد تم ملؤه بالافكار الخاطئة بشأنهم و المعتقدات الملوثة عنهم و الظنون بالآخرين بطريقة مسيئة تشعره بالإزعاج بشكل دائم .
أسباب الإصابة بوسواس التلوث العقلي
يحدث وسواس التلوث العقلي لاسباب متعددة تتعلق كلها بظروف و تجارب سيئة مكتسبة مسبقا لدى الشخص المصاب تجاه المحيطين به كأنه يحمل عنهم ذكريات سيئة حدثت معهم و يمكن جمع أشيع اسباب هذا النوع من الوساوس العقلي فيما يلي :
- الكلمات المسيئة والملوثة للعقل :
– ارتباط ذهنه ببعض الكلمات التي كانت تثير غضبه و اشمئزازه لكونها كانت تقلل من مكانته وسط المجتمع و اصدقائه .
– ربما يكون تصرف من احد الوالدين أو المعلمين أو حتى من قبل الاصدقاء الذين كانوا معه فب أحد المراحل الدراسية او العمرية فكان سبب للتلوث العقلي متجهاً من ناحيتهم .
– تبقى الكلمات والسلوكيات و المفردات تجاهه مثيرة دائما لانفعالاته و تظهر من خلال ردود افعاله و تصرفاته الغاضبة - المواقف المسيئة للعقل :
فهناك العديد من المواقف التي ترتبط بالعقل و تشوه ظنونه تجاه شخص اخر .
– كتذكر احد المواقف مع شخص محدد او احد الافعال او احد الحوارات التي انتهت نهاية غير سعيدة مطلقاً فيبقى هذا الموقف عالقا بمخيلته كلما ذُكر الشخص قي جلسة او كلما جاء اليه أو صادفه أو وقف امامه . - الشعور بالذنب :
– الشعور بالذنب و المسؤلية و الالتزام من ناحية الملوثات العقلية والباطنية المتعلقة به فيصاب بتأنيب الضمير المخيف كلما اعتقد انه يسيء الظن تجاه أحد معارفه .
بالتالي حين يتذكر موقفا معينا يحمل ذكريات سيئة و حزينة للشخص يظل هذا الشعور بالذنب ملازما له . - التعرض للايذاء النفسي او البدني :
ربما ترتبط المواقف المسيئة التي يتعرض لها الشخص بجعله يعاني من التلوث العقلي و الضرر اللاحق به
و في هذه الحالة تكون الاعراض اخطر و أكثر شدة كما أن انفعالاته تبدو بشكل أعنف و خاصة عندما يتذكر المصاب هذا الشخص الذي كان السبب الرئيسي في ايذائه .
و مع ذلك تكون القسوة المحفورة في قلبه و العنف في نفسه أشد و يكون التلوث العقلي تجاهه في أعلى درجاته و عنوانه .. كلما وجده امامه شخصيا او ذُكر اسمه امامه .
أعراض وسواس التلوث العقلي

هناك عدة اعراض متعلقة بمرض وسواس التلوث العقلي تظهر بشكل تدريجي تصاعدي و من ابرز هذه الاعراض نذكر ما يأتي :
- القيام ببعض الافعال و الافكار و التعبيرات اللاإرادية و التي يقوم بها الشخص المصاب عند رؤيته اشخاص معينين
أو يبدو الاشمئزاز واضحا عليه و النفور باديا عند سماعه باسماء اشخاص بعينهم امامه .
و مع ذلك فقد تظهر حينها تعابير سلبية على وجهه و إيماءاته وحركاته و ربما تصرفاته العدوانية تجاه اشخاص معينين أو ذويهم . - الرغبة في الحاق الضرر بافراد محددين حيث يحمل لهم الشخص تصورات و ذكريات مرتبطة بمواقف حياتية سابقة .
- يغلب على الشخص المصاب بوسواس التلوث العقلي أطباع العنيد و المتشبث بأفكاره و الذي غالبا ما تكون تصرفاته اندفاعية و متوترة و متشنجة و عصبية .
- في إطار ذلك فقد يحمل الشخص مشاعر عدوانية تتعدى كونها مجرد غضب مؤقت او عارض تجاه شخص ما .
- غالبا ما تكون تصرفات الشخص الذي يعاني من التلوث العقلي خالية تماماً من المنطق و العقلانية .
- الى جانب كون تصرفاته المبالغ فيها قد تؤدي الى ضرر و إزعاج المحيطين به و خوفهم منه و من ردات فعله المفاجئة و من تسبب المشاكل لهم فتنتهي معظم علاقاته الاجتماعية و تتحطم صداقاته الوطيدة .
مخاطر الإصابة بوسواس التلوث العقلي
هناك مجموعة مخاطر محتملة و تطورات ذاتية و اجتماعية تتصل بحياة الشخص المصاب بشدة قد تحدث عند إصابته باضطراب وسواس التلوث العقلي ، نذكر بعضاً من أبرز هذه المخاطر :
- عدم القدرة على إقامة علاقات جيدة مع المحيطين به ، بسبب تصوراته المشوهة والاشمئزازية التي يحملها نحوهم
- الشعور الدائم بعدم نقاوة العقل وصفاء الذهن ، انما يشعر المصاب عادة بأن عقله مليء بالملوثات .
- احساس المصاب بأن تفكيره مشحون بالافكار المشوهة ، حتى قد يصل إلى أن يشعر الشخص بأنه شخص قذر و غير نظيف من الداخل و يرافقه تأنيب الضمير بشكل شبه دائم .
- تتحول حياة المريض بأكملها الى قلق و اضطراب مستمرين ، و هو سلوك طبيعي لمن يعاني باستمرار من تلك الملوثات فلن يشعر إطلاقاً براحة بال او اطمئنان نفسي .
- الشعور بعدم الاستقرار و الراحة و الرضا و الاستمتاع و الاسترخاء بحياته الخاصة مع انعدام شعور السلام الذاتي .
- ربما يقوده الشعور بعدم الراحة و التكيف مع مجتمعه و انعدام قدرته على التخلص من عقد الملوثات العقلية الى الأفكار الانتحارية السابقة لحادثة الانتحار
تشخيص وسواس التلوث العقلي
يتم تشخيص وسواس التلوث العقلي عبر مجموعة من الفحوصات العلاجية و الطبية و النفسية كذلك
و الشخص المناسب الذي يقوم بمتابعة و اجراء هذه الفحوصات و الاختبارات هو الطبيب النفسي المعالج و المتخصص في هذا النوع من انواع الامراض النفسية .
حيث تبدأ عملية الفحص عندما يشعر الطبيب المختص بالشكوك حول هذا المرض و عند بداية ظهور أعراض و علامات وسواس التلوث العقلي و آثار التشوه النفسي التي ترافقه و قد بدت على الشخص المصاب ، حيث تؤكد الفحوصات مدى معاناة و تطور و درجة اصابة المريض بهذا النوع من انواع الوسواس في الدرجة الأولى..
كما ان هذا النوع من الفحوصات الطبية والنفسية التي يقوم بها الطبيب النفسي المعالج المختص تساهم في التنبؤ في وجود اي مضاعفات و تطورات قد تحدث مع مرور الايام او في المستقبل القريب سواء التي صدرت منه تجاه المحيطين به ، او حتى تجاه نفسه

و نذكر من ابرز تلك الفحوصات التشخيصية :
- الفحص الجسدي السريري :
عن طريق القيام ببعض الفحوصات البدنية و الصور الإشعاعية البيولوجية التي يتم إجراؤها على اجزاء من المخ للتأكد من عدم وجود اي مشاكل او اختلالات تظهر على جسم المريض و تؤثر عليه فيشعر بمشاعر سيئة و عدم راحة و الاطمئنان تجاه الآخرين و تجاه ذاته - فحوصات و تحاليل مخبرية :
و ذلك من خلال اجراء المصاب او الشخص المشتبه بإصابته بوسواس التلوث العقلي لبعض الفحوصات منها الفحوصات المخبرية سواء الاختبارات و المقاييس النفسية او العصبية كقياس الذبذبات الكهربائية في الدماغ او حتى المقاييس الجسدية كتحليل عينه دموية لمعرفة أي إصابة عضوية قد تسبب له الاضطرابات . - التقييم النفسي :
اذ كان و لابد من خضوع الشخص المصاب لعملية تقييم نفسي شامل ،و ذلك بواسطة اجراء اختبار مضبوط يدل بمفهومه على اختبار قياس مدى انعكاس تأثير السلوك الوسواسي على باقي السلوكيات اليومية للشخص المريض من عدمه
علاج وسواس التلوث العقلي :
تتوفر العديد من وسائل العلاج للتخلص من مرض وسواس التلوث العقلي ، و قد يعمل الطبيب المختص على دمج خيار او خيارين من خيارات العلاج ليساعد في العلاج الفعال السريع للمريض و نذكر من الطرق العلاجية :
– العلاج النفسي السيكولوجي :
يقوم علاج مرض وسواس التلوث العقلي بشكل أساسي على العلاج السلوكي المعرفي ، و ذلك لأن هذا النوع من انواع العلاجات هو الاكثر فعالية في هذه الحالات ؛ نظرا لأن الشخص المصاب بمرض سواس التلوث العقلي اكتسب تصوراته الاشمئزازية و المعقدة عن طريق التكوين الخاطئ بالتالي لا بد ان تكون المعالجة له بنفس الطريقة و المتمثلة في المناقشة المعرفية و السلوكية و الوصول في النهاية الى الاقناع ، و من ابرز اساليب العلاج السلوكي المعرفي التي تعالج اضطراب وسواس التلوث العقلي ما يلي :
اسلوب التعرض :
بمعنى تعرض الشخص المصاب بوسواس التلوث العقلي لمواقف متنوعة تثير انفعالاته و امتعاضه من الاخرين ،
للتعرف اكثر على مدى ما وصلت اليه الحالة ، و معرفة العلاج المناسب لها
اسلوب التوثق:
عن طريق استجابة تلك الهواجس و التصورات التي يعاني منها مريض وسواس التلوث العقلي ، حيث يقوم الطبيب المعالج المختص بتدوين كافة الهواجس و التعبيرات التي تنتاب الشخص المصاب و يعنل على مواجهته بها،
و محاولة تصحيح جميع التصورات الخاطئة التي اكتسبها عنها إضافة إلى محاولة تبرير افعال بعض الاشخاص الذين يحمل ضدهم تصورات و أفكار خاطئة بتفسير أنهم لم يكونوا يتعمدون ايذائه او الاساءة اليه ،و انما كانوا يمزحون معه و لم يقصدوا ازعاجهم ،او ان يعتذرون اليه ان كانوا سبب له في اي ايذاء سواء كان نفسي او جسدي قد حدث له .
العلاج الدوائي بواسطة العقاقير :
ويمكن للطبيب الاخصائي المعالج الاستعانة بمثبطات الوساوس ،و مضادات الاكتئاب ، اذا راى ان حالة الشخص المصاب تستدعي ذلك على شرط ان تكون الجرعات تحت اشراف الطبيب المختص ، ووفق البروتوكول المعتمد .
و بذلك نكون قد تعرفنا على مفهوم اضطراب التلوث العقلي ذلك الموضوع الغريب و الحديث من نوعه و جميع التفاصيل المتعلقة به من تعريفه إلى اسبابه و أعراضه و طرق التشخيص و العلاج و نذكرك بأن لا شيء يستحق معاناتك النفسية و اضطراباتك فلا تتأثر بكل ما يقال و تجاهل قدر الإمكان ..
راجين من المولى سلامتكم الدائمة ..
مقالات ذو صلة
No Comment! Be the first one.