نمو ما وراء المعرفة: يشير استينجتون أولسن إلى أنه في السنوات الدراسية المتوسطة والتالية خلال المرحلة الابتدائية يبدأ الطفل في استخدام مستوى مرتفع من لغة ما وراء المعرفة ويظهر ذلك من خلال استخدام مفاهيم مثل استنتج، وأدلل على ذلك، وأتوقع وأشك، وأقدر ، وأقر بصحة شيء ما، وافترض وكذلك نجده يستخدم التفكير العلمي والتاريخي.
ويرى موور وفروو أن الأطفال في عمر الرابعة يبدءون في فهم” الأفعال العقلية” مثل( يعرف ويعتقد” ويبدءون فهم الاختلاف بين” ماري تعرف أن ـ ـ ـ ـ” و” جون يعتقد أن ـ ـ ـ ـ”).
ويشير فلافيل إلى أن الأطفال في عمر الثالثة يكتسبوا بعض الوعي المعرفي عن أنفسهم والآخرين. حيث أنهم يستطيعون تمييز التفكير بشأنا لهدف المطلوب إدراكه.
ويبدءون بالإشارة إلى معرفتهم الخاصة التي تظهر من خلال استخدامهم بعض الأفعال مثل اعتقد وأعرف وفي عمر الرابعة يفهمون بأن سلوك الآخرين موجه بالاعتقادات والرغبات فهم لا يمتلكوا مثل هذه الاعتقادات التي قد تكون خاطئة. وهذه السنوات الأولى أيضا ً تكون فترة النمو السريع للوعي.
كما أكد Pascual & Goikoetxe, 2003 : 439 على ضرورة التدريب على استراتيجيات ما وراء المعرفة في سن مبكرة من المرحلة الابتدائية حيق أنها دربت طلاب الصفين الثالث والرابع الابتدائي على استراتيجيات ما وراء المعرفة على الفهم القرائي وأشارت النتائج إلى تحسن الفهم القرائي.
ويشير فينمان إلى أن الاعتقاد بان الوعي بـ ما وراء المعرفة يظهر في المرحلةا لعمرية من 4 – 6 سنوات يعد شيء خاطئ حيث أن معرفة ما وراء المعرفة تنمو تدريجيا ً عقب تلك السنوات وأن تطوير مهارات ما وراء المعرفة لم يتوقع ظهورها قبل عمر 11 – 12 عام.
ويذكر ويليامسون ونيلسون أن تلاميذ الصفوف الأخيرة من المرحلة الابتدائية يملكون معرفة عالية أعظم وغمكانية متزايدة لاستخدام الاستراتيجيات المعرفية و ما وراء المعرفة التي تؤدي بدورها إلى زيادة المفردات اللغوية واتساع الفهم العقلي من خلال صياغة الأسئلة والتلخيص أثناء القراءة فيتحسن الفهم القرائي.
مما سبق يرى مؤلف المقال أن هناك اتفاق بين معظم الباحثين على ضرورة التدريب على إستراتييجات ما وراء المعرفة بداية من المرحلة الابتدائية وأن اختلفوا في أي سن ينبغي أن يبدأ التدريب، حيث أن هذه الاستراتيجيات تهدف إلى الوعي الذاتي بعملية الفهم فهي تساعد التلاميذ على فحص فهمهم لكي يصبحوا على وعي بماذا يتعلمون؟ وكيف يتعلمون؟ والتحكم في عملية الفهم القرائي.
مكونات ما وراء المعرفة وتصنيفاتها:
ينطوي مفهوم ما وراء المعرفة على عدة مكونات ولكن لا يوجد اتفاق بين الباحثين والسيكولوجيين حول هذه المكونات، فوفقا ً لما ذكره فلافيل: فإن ما وراء المعرفة تتكون من مكونين رئيسيين هما:
المكون الأول: معرفة ما وراء المعرفة: وتشمل جزء من المعرفة المكتسبة والتي ترتبط بالأشياء السيكولوجية.
المكون الثاني: خبرة ما وراء المعرفة: ويستدل عليها من خلال شعور الفرد المفاجئ بالقلق نتيجة لعدم فهمه شيئا ً ما فهذا الشعور يصبح خبرة ما وراء المعرفة، حيث يكون هذا الشعور مرتبطا ً بموقف القلق، أي أنها خبرات شعورية معرفية ومؤثرة مرتبطة بالسلوك في الموقف الذي يتعرض له الفرد، حيث تتكون معرفة ما وراء المعرفة من ما تقوم به الذاكرة طويلة المدى من تمثيلات للأحداث بحيث يمكن استرجاعها واستخدامها في موضوع معرفي، أما خبرة ما وراء المعرفة فهي آراء أو معتقدات أو مشاعر تجاه موضوعات معينة.
ويرى فلافيل أن المكون الأول لـ ما وراء المعرفة وهو معرفة ما وراء المعرفة ينقسم إلى ثلاث فئات هي:
1- متغيرات الشخص | مكونات ما وراء المعرفة :
وتشير إلى المعرفة المكتسبة والمعتقدات المتعلقة ببنية الفرد المعرفية وتنقسم متغيرات الشخص إلى ثلاث فئات فرعية هي: –
أ- متغير داخل الفرد: مثل اعتقاد الشخص بأنه ممتاز في المهام اللفظية ولكنه ضعيف في المهام اللفظية ولكنه ضعيف في المهام المكانية أي المعرفة أو الاعتقاد عن التباين داخل الفرد.
ب- المتغير الفردي البيني: ويعني المقارنة بين الأشخاص من داخل الأشخاص مثال، يمكن أن نكون الحكم بأن الفرد أذكى من والديه ولكن الوالدين أكثر تأملا ً ومجاملة من بعض أصدقائهما.
ج- المتغير العام: ويعني مقدار المعلومات والأفكار المكتسبة عن الأحداث العالمية للمعرفة البشرية، مثل اكتساب معلومات عن مفهوم الخطأ، فقد يعتقد الفرد أنه يفهم شيئا ً ثم يكتشف أنه أخطأ في فهمه أو فشل في مهمته.
2- متغيرات المهمة | مكونات ما وراء المعرفة :
وهي تتصل بمطالب المهمة والعمل على تحقيق أهدافها وتنقسم متغيرات المهمة إلى فئتين فرعيتين:
الأولى: تتعلق بالمعلومات الخاصة بالأنشطة المعرفية التي قد تكون قليلة أو كثيرة.
الثانية: تتعلق بمتطلبات المهمة واهدافها.
3- متغيرات الاستراتيجية:
وتعني أن تعلم الفرد يتم من خلال نوعين من الاستراتيجيات هما:
أ- الاستراتيجيات المعرفية: وهي تعمل على الوصول بالشخص إلى هدف معرفي عام أو نوعي.
ب- الاستراتيجيات ما وراء المعرفية: وهي تعني الشعور بدرجة مرتفعة من الثقة بأننا وصلنا إلى الهدف المرجو ويؤكد فلافيل على أن المتغيرات الشخص والمهمة والاستراتيجية دائماً متفاعلة وأن المعرفة عن هذا التفاعل مكتسبة.
فمعرفة التكوين المعرفي الخاص بالشخص والمهمة المحددة يقود الفرد لتطوير المعرفة عن أي الاستراتيجيات هي الأفضل.
ويشير كلو إلى أن ما وراء المعرفة تتكون من مكونين أساسيين هما: –
1. وعي الفرد بتفكيره وتفكير الآخرين.
2. العمليات التنفيذية: ويتضمن هذا المكون مكونين هما:
التنظيم التنفيذي: ويعني مدى نجاح الفرد في توزيع مصادره على المهمة الجاري العمل بها وترتيب الخطوات المتطلبة لها.
المراقبة التنفيذية: وتحدد مدى نجاح الفرد في تحديد المهمة التي يعمل بها ومراجعة خطوات العمل وتنقيحها أولا ً بأول مع توقع ما ستكون عليه النتائج.
ويشير باريز ولينداوير إلى أن ما وراء المعرفة تشتمل على مكونين رئيسيين هما:
1- التقييم الذاتي للمعلومات حول المعرفة ويشمل المعلومات الإجرائية والتصريحية و الشرطية.
2- الإدارة الذاتية لتفكير الفرد ويشمل التقويم – والتخطيط – والتنظيم.
في حسن يذكر باريز وآخرين أن ما وراء المعرفة تتضمن مكونين أساسيين هما:
1- معرفة الفرد عن ذاته وتحكمه فيها:
ويتضمن هذا المكون: الوعي بالاتجاهات المعرفية وضطبها – الوعي بالالتزامات الممكنة وضبطها والوعي بمحددات الانتباه وضبطها.
2- معرفة الفرد عن عملياته المعرفية والتحكم فيها، ويتضمن:
أنماط المعلومات ما وراء المعرفة وتشمل معلومات إجرائية معلومات تقريرية ومعلومات شرطية.
مهارات الضبط التنفيذي وتشمل: التخطيط – التنظيم – والتقويم.
ويذكر بيكر وبروان أن ما وراء المعرفة تتكون من مكونين هما:
1. المعرفة أو الوعي بالمصادر المعرفية والتناغم بين المتعلم وموقف التعلم.
2. ميكانيزمات التنظيم الذاتي: التي يستخدمها الفرد لكي يحدد مدى التقدم قي النشاط المعرفي.
وفي ضوء ما سبق يرى مؤلف المقال أن تصنيف بيكر وبروان 1984 يتفق مع تصنيف كلو 1982 في التأكيد على أهمية الوعي كمكون أساسي لـ ما وراء المعرفة.
ويصنف جاكوبرز وباريز ما وراء المعرفة في بعدين هما:
1- التقييم الذاتي للمعرفة:
ويرتبط هذا البعد بالقدرات الخاصة بالفرد او ما يتصل بالمجال المعرفي أو المهمة التي يتم أداؤها ويضم المعرفة الإجرائية – الشرطية – والتصريحية.
2- إدارة الذات:
وتشير إلى المظاهر الديناميكية لتحويل وترجمة المعرفة إلى أفعال وتشمل ( التخطيط – التنظيم – والتقويم).
ويرى مارزوانو وآخرين 1988 أن ما وراء المعرفة تتكون من بعدين أساسيين يتفرع منهما بعض المكونات الفرعية.
ويشير بروكوسكي وآخرين إلى أن ما وراء المعرفة تتكون من المكونات التالية:
1 – المحتوى المعلوماتي ما وراء المعرفي عن الاستراتيجيات المعرفية ، ويتضمن ما يأتي:
أ- محتوى معلومات نوعي وهو عبارة عن معرفة شرطية عن استخدام الاستراتيجيات والمقدرة التطبيقية لكل استراتيجية حيث يتعرف الفرد أين ومتى، وكيف يستخدم استراتيجية معينة.
ب- محتوى معلوماتي علاقي والذي يقوم الفرد من خلاله بمقارنة بين فوائد الاستراتيجيات المختلفة، ويعرف أنها أكثر قابلية للتطبيق تحت ظروف معينة.
ج- محتوى معلوماتي عام وهو يشمل تقدير قيمة المدخل الاستراتيجي أو التخطيطي للتعلم والذي يسببه تزداد احتمالية الوصول إلى النتائج بنجاح كما يشمل إدراك أن التعلم يتطلب مجهودا ً.
1- المتغيرات الوجدانية والدافعية:
وهو مكون مهم حيث يصبح التلاميد أكثر إدراكا ً بأنهم هم العامل الأساسي والمهم جدا ً في تعلمهم.
2- العمليات التنفيذية:
وهي عمليات مراقبة وتقييم المعرفة الاستراتيجية وهي تنشط بواسطة الغزو وفاعلية الذات.
3- الاستخدام الاستراتيجي:
حيث تقوم العمليات التنفيذية بواسطة الغزو وفاعلية الذات بتوجيه الفرد إلى صنع قرارات حول الاختيار والاستخدام للاستراتيجيات الملائمة لأي مهمة.
ومن خلال ما سبق يرى مؤلف المقال أن تصنيف بروكوسكي وآخرين السابق لمكونات ما وراء المعرفة يشير إلى أن ما وراء المعرفة تتكون من أربعة مكونا وهو في ذلك يختلف عن النماذج التي ترى أن ما وراء المعرفة تتكون من مكونين أساسيين مثل نموذج فلافيل. كلو بيكر وبروان، وجاكوبز وباريز ومارزانوا وآخرين.
ويشير بيكر إلى أن ما وراء المعرفة تشمل كل مكونات المعرفة والضبط حيث يرى أن المكون الأول يخص القدرة علىتأمل عملياتنا المعرفية ويشمل علمنا عن متى وكيف ولماذا نندمج في الأنشطة المعرفية المتنوعة؟ أما المكون الثاني فهو يخص استخدام الاستراتيجيات التي تمكننا من ضبط جهودنا المعرفية وهذه الاستراتيجيات تشمل تخطيط تحركاتنا ومراجعة نتائج جهودنا، وتقييم فعالية أعمالنا، ومعالجة أي صعوبات واختيار ومراجعة أساليب تعلمنا.
ويرى نيلسون أن ما وراء المعرفة تتكون من مكونين هما:
المعلومات عن المعرفة: وتعني معلومات السيرة الذاتية التي يمتلكها الفرد عن معرفته.
تنظيم المعرفة: وتعني مراقبة وتحكم الفرد في معرفته.
أما سشرو ودينسون: فقد قدما شكلا ً تنظيميا ً جديدا ً لمكونات ما وراء المعرفة بقولهما أن ما وراء المعرفة تشير إلى وعي الفرد بقدرته الشخصية على فهم وضبط تعلم، وأنها عبارة عن بعدين هما:
أ- المعرفة حول المعرفة: ويضم ثلاثة أنواع من المعرفة هي:
المعرفة التصريحية: وهي معرفة الفرد حول مهاراته ووسائل تفكيره وقدرته كمتعلم.
المعرفة الإجرائية: وهي معرفة الفرد حول كيفية استخدام الاستراتيجيات المختلفة من أجل إنجاز إجراءات التعلم.
المعرفة الشرطية: وهي معرفة الفرد حول متى ولماذا تكون الاستراتيجية فعالة؟.
مصادر
https://pubs.acs.org/doi/pdf/10.1021/ed055p1
لا يوجد تعليقات .