تأخذ أعراض الوسواس القهري الشديد جزءاً كبيراً من حياة الفرد ويومه وتعطل أنشطته المعتادة، فهي عبارة عن فكرة إلحاحية مسيطرة لايستطيع الشخص التخلص منها إلا بالرضوخ التام لهذه الأفكار وتصبح سلوكيات متكررة أو أفعال قهرية يتم إجرائها استجابة للوسواس كما أنها تسبب له الضيق.
وغالباً مايعرف الشخص المصاب بالوسواس القهري أن الهواجس والأفعال القهرية ليس لها أي اساس من الصحة، لكنه كلما حاول أن يوقفها لا يستطيع فهو عاجز لأن الفكرة تجبره على تصرف سلوك معين.
كما أن تشير بعض الدراسات إلى أن حوالي 2% من سكان الولايات المتحدة يعانون من الوساس القهري مما يجعل الوسواس القهري رابع أكثر الاضطرابات النفسية شيوعاً.
ويجب التنويه بأن هذه الأعراض لاتنطبق جميعها على شخص واحد بل يعود كل عرض حسب نوع الوسواس المصاب به.
أعراض الوسواس القهري الشديد
إن أعراض الوسواس القهري تظهر بأشكال عديدة، ومن الممكن أن يكون لدى الشخص أفكار وسواسية أو أفعال قهرية، ولكن معظم الأشخاص المصابون بالوسواس القهري يعانون من كليهما، حيث تبدأ هذه الأعراض كوسيلة لمحاولة تقلبل أو منع القلق الناجم عن الفكر الوسواسي.
ويتضمن الوسواس القهري نوعين رئيسيين من الأعراض قد تكون أفكار وسواسية (هواجس) أو أفعال قهرية.
ومن أهم أعراض اضطراب الوسواس القهري الشديد :
الشك المبالغ به والتفقد
إن الشك هو الشعلة الأساسية التي تغذي نار الوسواس القهري، كأن يتساءل الشخص لساعات طويلة إذا كان قد تسبب في حدوث سوء لشخص ما، وقد يصيبه القلق أو يشك بأنه قد صدم شخص بسيارته أو أنه ترك الأبواب والنوافذ مفتوحة في المنزل، وربما يقطع زيارته ويعود من مسافات طويلة ليتأكد من أسطوانة الغاز أو الموقد.
الخوف من التلوث والعدوى
وهو من أكثر أعراض الوسواس القهري الشديد انتشاراً، حيث يكون لدى الشخص أفكار وسواسية حول مخاوف من أن يتلوث لأنه لمس أغراض أو لمس مقبض الباب التي تم لمسها من قبل الآخرين، أو مخاوف من أن تصيبه عدوى لمرض ما نتيجة لمصافحة الآخرين، وقد يتجنب الحديث عن شخص مريض لأنه يؤدي ذكر هذا الشخص إلى إصابته بالعدوى.
الكمالية
حيث يلاحظ على الشخص أنه متضايق بطريقة مختلفة عن الآخرين، وذلك إذا كانت الأمور غير منظمة أو الأشياء ليست في مكانها المناسب أو المخصص، كأن يتضايق من رؤية الكتب ليست مرتصة على الرف بشكل منتظم.
أفكار عدوانية غير مرغوب بها
فقد يرى نفسه يقوم بعمل عنيف خارج عن طبيعة شخصيته، أو يقوم بإهانة شخص ما أو طعنه، ومن الممكن أن يرى أحد الأشخاص المقربين له قتيل أو هو من قام بقتله، ولكنه لايقوم بتنفيذ هذه الأفكار.
أفكار جنسية متطفلة
قد تكون الأفكار الجنسية المتطفلة مزعجة في طبيعتها كما يمكن أن تكون أفكار صريحة ومخيفة للغاية، حيث تتمحور حول الحياة الجنسية للشخص، كالخوف من الانجذاب إلى أحد أفراد الأسرة أو أفكار تتعلق بالميول الجنسية للشخص أو الخوف من الإنجذاب الجنسي نحو الأطفال.
أفكار متطفلة دينية أو روحانية
أن يفكر الشخص بأن الله لن يغفر له ذنبه وسيعاقبه بالجحيم، أو أن يشعر بأن إيمانه ضعيف ويقوم بتحليله باستمرار ويكرر من طقوس عباداته خوفاً من العقاب لأن عبادته لم تكن على الشكل المطلوب بالنسبة له.
القلق المتعلق بالعلاقات
يقوم الشخص المضطرب بتقييم علاقته الزوجية بقلق وخوف، ويسعى جاهداً لجعل شريكه يشعر بالمطأنينة، وترواده شكوك حول علاقته الزوجية أو حول الشريك نفسه
الخوف من المرض
أن يكون الشخص لديه مخاوف من إصابته بمرض ما على الرغم من أن فحوصاته الطبية تؤكد بإنه سليم، أو أن يسمع بمرض وبمجرد معرفة أعراضه تبدأ لديه وسواس وقلق من ان يكون مصاب به.
تخيلات متكررة لصور إباحية
من الممكن ان تتطور الفكرة الملحة وتصبح صورة تترواد إلى ذهن المريض بشكل متكرر كأن يتخيل الشخص نفسه مع أحد المقربين إليه بوضع مخل وغير أخلاقي.
الخوف من الإفصاح عن البذاءة أو الإهانة
حيث تراوده أفكار بأن يصرخ أو يقول ألفاظ بذيئة تقلل من شأن الآخرين وإهانتم بدون سبب لذلك، أو قد يتصرف بشكل غير لائق في الأماكن العامة.
القلق من فكرة الموت
التفكير بالموت أمر طبيعي يطرأ على تفكير أي شخص منا ولكن التفكير الزائد بالموت والخوف الغير مبرر منه يؤدي بالشخص لإصابته بالوساوس، حيث تسيطر هذه الأفكار عليه ومن الممكن أن تعيق حياته، فيقوم الشخص بتجنب السماع بشخص فارق الحياة أو زيارة أحد المقابر.
ومن أهم أعراض الواسواس القهري الشديد (الأفعال القهرية)
التنظيف المتكرر
إن المصاب يالخوف من الجرائيم نجده مهووس بالنظافة ويشعر بأنه مجبر على التنظيف بشكل مفرط، فهو يعيش حالة خوف دائم من أن يصاب بأي عدوى لذلك نراه يتبع سلوكيات متكررة للتخفيف من حدة قلقه، حيث ينخرط الشخص في التنظيف أو الغسيل اغلب ساعات يومه.
الفحص الدائم للأشياء
إن الشخص العادي من الطبيعي أن يتأكد من إغلاق الأبواب والنوافذ قبل خرجه من المنزل ، لكن نجد أن الشخص المصاب بالواسواس القهري دائم التفقد والتشييك لأشيائه، حيث من الممكن أن يعود لتتأكد من إغلاق (الباب، النوافذ، صنبور الماء، الموقد) عدة مرات رغم معرفته أنه مغلق.
العد
يشعر المصاب بأن هناك قوة جارفة تدفعه لأن يقوم بالعد بشكل قهري وملح، فترى هذا المصاب يقوم بالعد بصورة لا إرادية كعد (الأرقام، الخطوات، درجات السلم، عدد مرات غسيل يديه، عدد مرات الاستحمام) دون أن يكون هناك سبب منقطي لذلك.
جمع الأشياء أو الإدخار
حيث أن عرض جمع الأشياء والاحتفاظ بها لدى مريض الوسواس القهري يختلف عن الشخص المصاب باضطراب الاكتناز، فكل حالة منفصلة عن الأخرى والفرق بينهما هو الضيق والإنزعاج اللذان يلازمان مريض الوسواس القهري، بالرغم من أنه لايريد أن يجمع الأشياء للإحتفاظ بها ولكنه مضطر إلى القيام بذلك بسبب الأفكار الوسواسية والأفعال القهرية.
السعي باستمرار للحصول على الطمأنينة
يشعر المريض بأنه لديه رغبة دائمة ومستمرة بالسؤال عن الأشخاص أو الأشياء ليتأكد بأن كل شيء على مايرام، أو نجده يكثر من الصلاة قيل النوم ليفعم بنوم هادئ ومريح، أو يكرر بعض الأدعية عند خروجه من المنزل أو عند قيادة السيارة ليشعر بالراحة، أو أن يطلب من شخصه المقرب طمأنته بشكل ملح ومستمر.
الترتيب والتنظيم
من منا لايحب أن يرى كل شيء مرتب وفي مكانه؟ إلا أننا نرى هذا السلوك لدى الشخص المضطرب يزداد عن المعتاد والمألوف، فنلاحظه يقوم بسلوكيات متماثلة في الدقة والترتيب وذلك حسب اللون أو الحجم أو الاتجاه كأن يقوم بترتيب الأحذية حسب حجمها أو أن تكون في اتجاه معين.
قضم الأظافر
نجدها طريقة للتعامل مع مشاعر التوتر والقلق والإحباط التي يشعر بها المصاب بهذا الاضطراب، ونتيجة للإجهاد العقلي الذي يسببه هذا الاضطراب يقوم الشخص بشكل مستمر بقضم أظافره حتى لو تسببت له بالأذى الجسدي كخروج الدم أو نمو الأظافر بشكل غريب بسبب تلف الأنسجة حول الظفر، وهو غير قادر على التوقف عن هذا الفعل.
نتف الشعر
لكي يخفف المضطرب من حدة الأفكار الملحة التي تضرب برأسه كالمسمار يقوم بسلوكيات من الممكن أن تكون مؤذية له نتيجة الرغبة القهرية في تخفيف هذا التوتر، فيقوم بنتف شعر رأسه أو ذقنه دون القدرة على التحكم والسيطرة على نفسه حتى لو وجدت فراغات برأسه أو أصيب بالصلع التام.
أعراض الوسواس القهري الشديد عند الأطفال
من المهم أن نتعرف على أعراض الوسواس القهري الشديد عند الأطفال، وذلك لما لهذه المرحلة من حساسية وأهمية في حياة الفرد، فالكثير منا أثناء طفولته يحمل عقده واضطراباته لتظهر في مراحل أخرى من حياته، واضطراب الوسواس القهري حاله كحال أي اضطراب نفسي من الممكن أن تكون له أرضية في مرحلة الطفولة.
حيث تظهر أعراض الوسواس القهري الشديد عند الأطفال بشكل تدريجي، كما أن هذا الاضطراب ليس حكراً على البالغين فقط، ففي الواقع هناك مايعاني من 0،25% إلى 4% من الأطفال من اضطراب الوسواس القهري، ويمكن تشخيص الأطفال التي تقل أعمارهم عن 5 سنوات، وفي حالات نادرة تظهر الأعراض على الأطفال في عمر 3 سنوات، وكما هو أكثر شيوعاً عند الأولاد من الفتيات في مرحلة البلوغ، وإذا ظهرت الوسواس والأفعال القهرية قبل سن البلوغ فإن هذا الاضطراب يعود إلى مرحلة الطفولة.
وتشمل هذه الأعراض السلوكيات التي يشعر الطفل بضرورة القيام بها بشكل متكرر وذلك للتخفيف من القلق والأفكار والصور التي تكون مزعجة ومقلقة للغاية وغير الرغوب بها، حيث يكون الأطفال قادرين على الإحساس بأن هناك شيء طبيعي ولكنهم غير قادرين على التفكير بعقلانية ولايستطيعون التعبير عن مايشعرون به بسبب قدرتهم اللفظية المحدودة وهذا مايجعل التشخيص المناسب صعباً.
فمن أهم أعراض الوسواس القهري الشديد عند الأطفال والمراهقين:
- الخوف الشديد من وقوع حدث سيء
- هوس شديد بتنظيف الأشياء المتسخة
- قضاء وقت طويل بترتيب وتنظيم ألعابه
- لمس الأشياء بشكل ملاحظ
- التفقد والتشييك المستمر
- القلق من فعل شيء خاطئ
- أفكار مزعجة عن إيذاء الأخرين
- الخوف من الإصابة بمرض ما
- الخوف من انتقال العدوى إليه
- أفكار عدوانية كإيذاء أصدقائه
- أن يستخدم الكلمات رباعية الحروف بشكل متكرر
- قيامه بالعد بشكل متكرر وملاحظ
- الإكثار من الأسئلة بشكل متكرر
- يستغرق وقتاً طويلاً في القيام ببعض السلوكيات (كارتداء الملابس، الأكل، الدخول إلى المرحاض)
أعراض الوسواس القهري الشديد الديني
إن أعراض الوسواس القهري الشديد الديني يتسبب للشخص بالمخاوف الروحية، وغالباً ما يتضمن هذا النوع من الوسواس الإكراه الديني مثل الصلاة المفرطة (فقد يشعر الشخص بالخوف والقلق الشديد من فكرة ذهابه إلى الجحيم فيقوم بتكرير الدعاء للتغلب على هذا الخوف)
وقد أشارت دراسة أجريت عام 2002 إلى أن 33% من المصابين بالوسواس القهري لديهم مخاوف دينية، حيث يحول هذا الوسواس الإيمان الديني الذي غالباً ما يكون مصدراً للراحة إلى محفز للقلق.
فيكون الشخص الذي يعاني من هذا الاضطراب لديه أفكار سلبية مقلقة مستمرة بشأن حياته الدينية أو سلوكيات يتبناها الشخص للتعامل مع وسواسه، مما يجعل الشخص عاجز عن قمع أو تجاهل هذه الأفكار، فيقوم بممارسة أنشطة دينية متكررة (الصلاة) تستغرق وقتاً طويلاً ولايستمتع الشخص بها.
وغالباً ما يكون الدافع خلف هذه السلوكيات هو الخوف أكثر من الإيمان، أو لمجرد اعتقاده بأن هذه الطريقة هي الوسيلة المثلى للتخفيف من حدة القلق والشعور بالذنب ، فتكون معرقلة لحياته وعمله.
فمن أهم أعراض الوسواس القهري الشديد الديني:
- الشك الدائم والمستمر بإيمانه
- أفكار دائمة عن عدم رضا الإله عنه
- عدم رضاه عن العبادات التي يقوم بها
- الإكثار من صلاته وعباداته خوفاً منه لذهابه للجحيم
- خوفه من القيام بالفواحش والأفعال المحرمة دينياً
- هوس النظافة وعدم الطهارة والخوف من النجاسة
- تكرار الذهاب إلى الأماكن الدينية أكثر من المعتاد
- غسل اليدين لدرجة الأذى لمجرد أنهم قرؤوا في كتاب مقدس عن النظافة
الخاتمة من مقال أعراض الوسواس القهري الشديد | طبيب نفسي لعلاج الوسواس القهري
في الختام، يمكن القول بأن الوسواس القهري الشديد يمكن أن يكون مصدرًا للكثير من الألم والإزعاج للأفراد الذين يعانون منه. وللأسف، فإنه يمكن أن يؤثر بشكل كبير على جودة الحياة اليومية وعلاقات الشخصية. إذا كنت تشعر بأن لديك أعراض الوسواس القهري الشديد، فمن الضروري أن تتحدث إلى ممارس الرعاية الصحية النفسية لتحديد العلاج المناسب لحالتك. وتذكر، يمكن للعلاج النفسي والأدوية المناسبة أن تساعد بشكل كبير على إدارة الأعراض وتحسين الجودة العامة للحياة.
No Comment! Be the first one.