اضطراب الشخصية الوسواسية هو اضطراب نفسي يتسم بوجود أفكار وأفعال. يعاني الأشخاص الذين يعانون من الشخصية الوسواسية من أفكار غير سارة ومرضية تدور في رؤوسهم بشكل متكرر، مما يدفعهم لاتخاذ إجراءات وسلوكيات متكررة للتخلص من هذه الأفكار.
تتنوع أعراض اضطراب الشخصية الوسواسية من شخص لآخر،. قد يعاني الأشخاص المصابون بالشخصية الوسواسية من قلق مستمر وشديد يؤثر على حياتهم اليومية وعلاقاتهم الاجتماعية.
في مقالنا اليوم سوف نتحدث عن اضطراب الشخصية الوسواسية، كما سوف نذكر أعراض هذا الاضطراب، وكيف يمكن معالجته.
ماهو اضطراب الشخصية الوسواسية
اضطراب الشخصية الوسواسية هو اضطراب في الشخصية يتميز بتوجس مفرط وقلق غير مبرر وأفكار متكررة تعرف بالوساوس، والتي يصعب على الشخص التحكم فيها. يمكن أن تكون هذه الأفكار والوساوس متعلقة بمختلف المجالات في الحياة، مثل النظافة والتنظيم والصحة والسلامة.
الفرق بين الشخصية الوسواسية واضطرااب الوسواس القهري
الشخصية الوسواسية واضطراب الوسواس القهري (OCD) هما اضطرابين مرتبطين بالوساوس والقلق، ولكنهما يختلفان في العديد من الجوانب.
النقاط التالية توضح الفرق بينهما:
- النوعية:
- الشخصية الوسواسية: هذا النوع من الوساوس يتعلق بسمات الشخصية نفسها. يعاني الأشخاص الذين يمتلكون شخصية وسواسية من سمات شخصية تتضمن التفكير المتكرر في الأمور والقلق الزائد بشكل عام. لا يعتبرون وساوسهم مشكلة خاصة، ولكنها جزء من طبيعتهم.
- اضطراب الوسواس القهري (OCD): هذا الاضطراب يتعلق بوساوس وأفعال تكون مؤلمة ومضطرة. يعاني الأشخاص المصابون بـ OCD من أفكار ووساوس تجبرهم على القيام بأعمال مكررة تسمى “أفعال وقائية” أو “أعمال قهرية” للتخلص من الوساوس. على سبيل المثال، الشخص الذي يعاني من OCD قد يكون مضطرًا لغسل يديه مرارًا وتكرارًا بسبب القلق المرتبط بالجراثيم، حتى وإن كان يعلم أن يديه نظيفة.
- السبب:
- الشخصية الوسواسية: يعتقد أن هذا النوع من الوساوس يكون جزءًا من الطبيعة الشخصية للفرد، وقد يكون مرتبطًا بصفات شخصية مثل الدقة والترتيب.
- اضطراب الوسواس القهري (OCD): يعتبر اضطراب الوسواس القهري اضطرابًا نفسيًا يمكن أن يتطور نتيجة لعدة عوامل، بما في ذلك العوامل الوراثية والبيئية. يكون الفرد الذي يعاني من OCD غالبًا لديه اضطرابات في الكيمياء الدماغية.
- العلاج:
- الشخصية الوسواسية: يمكن أن تستجيب للعلاجات السلوكية والتغييرات في أسلوب الحياة والتفكير.
- اضطراب الوسواس القهري (OCD): يتطلب عادة علاجًا متخصصًا يشمل العلاج السلوكي والعلاج بالأدوية.
- التأثير على الحياة اليومية:
- الشخصية الوسواسية: يمكن أن يكون للشخصية الوسواسية تأثير طفيف على الحياة اليومية، حيث قد يكون القلق والوساوس جزءًا من طبيعة الشخص دون أن تكون مشكلة كبيرة.
- اضطراب الوسواس القهري (OCD): يمكن أن يكون لـ OCD تأثير كبير على حياة الفرد. قد يصعب على المريض القيام بالأنشطة اليومية بسهولة نظرًا لوجود أعمال قهرية تأخذ وقتًا وتجهدًا.
- الوعي بالحالة:
- الشخصية الوسواسية: قد يكون الشخص غالبًا مدركًا لطبيعة وساوسه ويعتبرها جزءًا من شخصيته.
- اضطراب الوسواس القهري (OCD): يعاني الأشخاص المصابون بـ OCD من عدم الوعي الكامل بطبيعة وساوسهم، ويشعرون بالعار والاستياء من أفعالهم القهرية.
إذا كنت تشعر بأن لديك أعراض تشبه اضطراب الوسواس القهري أو الشخصية الوسواسية وتؤثر سلبًا على حياتك، يجب عليك مراجعة محترف نفسي للتقييم والمساعدة في تحديد التشخيص الصحيح ووضع خطة علاج مناسبة.
أعراض اضطراب الشخصية الوسواسية
أعراض اضطراب الشخصية الوسواسية تشمل مجموعة من الأفكار والسلوكيات المميزة التي تظهر بشكل متكرر ومؤلم،
وتشمل ما يلي:
- الوساوس العقلية: تفكير متكرر في أفكار مزعجة أو غير مرغوب فيها، مثل الشك الزائد في الأمور أو التفكير المستمر في مواقف سلبية.
- القلق الزائد: تجربة قلق مفرط حيال الأمور المختلفة، حتى وإن كانت بسيطة وغير مهمة.
- التحكم الزائد: الرغبة في التحكم المفرط في الأمور اليومية والتفاصيل الصغيرة.
- القلق بشكل مفرط حول التفاصيل: التركيز الزائد على التفاصيل والخوف من أن يمكن أن يحدث خطأ صغير.
- الأداء المتكرر للأفعال الوقائية: القيام بأعمال مكررة تهدف إلى التخلص من الوساوس أو تقليل القلق، مثل الغسيل المتكرر لليدين أو التحقق المتكرر من الأمور.
- التكرار الزائد في الأفعال: القيام بأفعال بشكل متكرر وغير ضروري، وهذا يأخذ وقتًا ويعيق الحياة اليومية.
- الانتقاد الذاتي الشديد: الشعور بالذنب أو العار نتيجة للوساوس والأفكار المزعجة.
- التأثر بشدة بالوساوس: القلق الشديد الذي يتبع الوسواس والذي يؤثر سلبًا على مزاج الشخص وحياته اليومية.
- تأثير على العلاقات: قد يؤدي الشخصية الوسواسية إلى صعوبة في العلاقات الاجتماعية بسبب التحكم الزائد والقلق الشديد.
إذا كنت تعتقد أن لديك هذه الأعراض وأنها تؤثر سلبًا على حياتك، فيفضل مراجعة محترف نفسي مؤهل لتقديم التقييم والعلاج المناسب إذا لزم الأمر.
كيفية علاج الشخصية الوسواسية
علاج الشخصية الوسواسية يتضمن عدة خطوات وإجراءات، ويتطلب التعاون مع محترف نفسي مختص.
وهذه هي بعض الطرق الشائعة لعلاج اضطراب الشخصية الوسواسية:
- العلاج السلوكي (CBT): هذا النوع من العلاج يساعد الشخص على التعرف على الوساوس والأفكار السلبية وتغيير استجابته لها. يتضمن العمل على تطوير استراتيجيات تحت الإشراف الجيد تساعد في تقليل القلق والتحكم في الوساوس.
- العلاج بالأدوية: في بعض الحالات، يمكن أن تكون الأدوية مفيدة لتقليل الأعراض. مضادات الاكتئاب من فئة مثبطات امتصاص السيروتونين (SSRIs) تستخدم عادة في علاج الشخصية الوسواسية.
- التعرف على التحفيز والتدريب على التحفيز: يساعد التعرف على ما يحفز الأفعال الوقائية والوساوس في التحكم فيها بشكل أفضل. يمكن تقديم تدريب لتعلم كيفية التعامل مع التحفيز وتجنبه.
- المعالجة بالعلاج الذهني (ERP): هذا العلاج يشمل تعريض المريض للمواقف أو الأشياء التي تثير وساوسه بشكل تدريجي ومن ثم تعلمه كيفية التعامل مع هذه الوساوس دون القيام بالأعمال الوقائية.
- الدعم النفسي: البحث عن دعم من الأصدقاء والعائلة يمكن أن يكون مفيدًا. إذا كان لديك شخص مقرب يعاني من الشخصية الوسواسية، فقد يكون لدعمك ولتفهمك مساهمة كبيرة في تحسين حالته.
- العناية بالصحة العامة: الاهتمام بالصحة العامة من خلال ممارسة الرياضة والتغذية السليمة والنوم الجيد يمكن أن يقلل من التوتر وتحسين الحالة العامة.
يجب أن يتم تقديم العلاج وفقًا لاحتياجات وظروف كل فرد. من المهم البحث عن محترف نفسي مختص في معالجة الشخصية الوسواسية للحصول على الدعم والإرشاد المناسب.
في ختام مقالنا عن اضطراب الشخصية الوسواسية
فباختصار اضطراب الشخصية الوسواسية هو اضطراب نفسي يؤثر على حياة الأشخاص الذين يعانون منها بشكل كبير. تتسم هذه الشخصية بالأفكار والأعمال المتكررة والمتطفلة، وتسبب القلق والتوتر الشديدين. قد تؤثر الشخصية الوسواسية على الحياة اليومية والعلاقات الاجتماعية للأشخاص المصابين بها.
من الجدير بالذكر أن العلاج النفسي والدوائي يمكن أن يكونا فعالين في مساعدة الأشخاص الذين يعانون من اضطراب الشخصية الوسواسية.
يهدف العلاج النفسي إلى تعديل الأفكار السلبية والسلوكيات غير الصحية، بينما يستخدم العلاج الدوائي الأدوية لتخفيف الأعراض المرتبطة بهذا الاضطراب.
في النهاية يجب على الأشخاص الذين يعانون من اضطراب الشخصية الوسواسية أن يبحثوا عن المساعدة المناسبة من المهنيين الصحيين المختصين.
يمكن للعلاج المناسب أن يساعدهم على التعامل مع الشخصية الوسواسية وتحسين جودة حياتهم، لهذا يجب عليهم أن لا يخجلو من الذهاب إلى الأطباء النفسانيين.