اليوم سنستكشف موضوعًا هامًا وشائكًا في عالم الصحة النفسية، وهو تشتت الانتباه وفرط الحركة، يعد ADHD اضطرابًا شائعًا يؤثر على الكثير من الأطفال والبالغين حول العالم، وله تأثيرات كبيرة على حياتهم اليومية وأدائهم العام.
تعاني الأشخاص المصابين بـ ADHD من صعوبة في التركيز والانتباه، وعدم القدرة على السيطرة على الحركة والاندفاع الزائد. يمكن أن يؤثر هذا الاضطراب على النجاح الأكاديمي والعملي والعلاقات الشخصية، وقد يسبب تحديات نفسية واجتماعية.
في مقالنا اليوم سوف نتعرف أكثر على مفهوهم تشتش الانتباه وفرط الحركة، مع معرفة أعراضه وأسبابه، وكيف يمكن الوقاية من الإصابة به.
مفهوم تشتت الانتباه وفرط الحركة
اكتشف الأطباء والمختصون في مجال الصحة النفسية حالات تشتت الانتباه وفرط الحركة ، وهو اضطراب عصبي يؤثر على القدرة على التركيز والتحكم في الحركة. يعاني الأشخاص المصابون بـه من صعوبة في الانتباه والتركيز لفترات طويلة، بالإضافة إلى فرط الحركة وعدم القدرة على الجلوس بسكون.
لفهم هذا الاضطراب بشكل أكثر عمق، يجب أن نتعرف على المفاهيم الأساسية المتعلقة به. يُعتبر “تشت الانتباه” الجانب الأساسي لـ ADHD، حيث يصعب على الأفراد المصابين بالاضطراب الانتباه للمهام والمواضيع المهمة. يشعرون بالملل والتشتت والعجز في البقاء منتبهين لفترات طويلة، مما يؤثر سلبًا على أدائهم العام في العمل أو المدرسة والحياة اليومية.
أما “فرط الحركة”، فهو الجانب الآخر من ADHD ويتميز بزيادة النشاط الحركي وصعوبة السيطرة على الحركة. يصعب على الأفراد المصابين بـ ADHD الجلوس بسكون، وغالبًا ما يقومون بالتحرك باستمرار أو الركض والقفز بدون سبب واضح. تكون حركتهم غير هادئة ودائمًا في حالة توتر وحركة.
أعراض تشتت الانتباه وفرط الحركة عند الكبار
تشتت الانتباه وفرط الحركةعند الكبار يتميز بمجموعة من الأعراض التي تؤثر على القدرة على التركيز والتنظيم والسيطرة على الحركة.
الأعراض الشائعة لتشتت الانتباه وفرط الحركة عند الكبار:
صعوبة التركيز والانتباه: يصعب على الشخص المصاب التركيز على المهام والأنشطة لفترات طويلة. يمكن أن يشعر بعدم القدرة على استيعاب المعلومات والحفاظ على الانتباه لفترات طويلة، ويواجه صعوبة في الانتقال بين المهام المختلفة.
فقدان الانتباه والتشتت: يصعب على الشخص المصاب البقاء مركزًا ويشعر بالتشتت والتشتت الذهني. يمكن أن يكون من الصعب متابعة المحادثات أو القراءة أو القيام بمهام محددة دون أن يفقد الانتباه.
النسيان والإهمال: يمكن أن يواجه الأشخاص المصابون صعوبة في تذكر المواعيد والالتزامات وإكمال المهام في الوقت المناسب. قد ينسون التفاصيل اليومية ويتركون الأشياء بدون تنظيم.
القلق والاستياء: قد يعاني الأشخاص المصابون من القلق والتوتر والاستياء بسهولة. قد يكون لديهم صعوبة في التحكم في انفعالاتهم ويظهرون ردود فعل زائدة أو عدم قدرة على التعامل مع التحديات بشكل فعال.
الاندفاعية والانتقالية: قد يكون الشخص المصاب عرضة للاستجابة بشكل فوري وغير متناسق للمحفزات الداخلية والخارجية. يمكن أن يقفز من مهمة إلى أخرى دون الانتهاء منها ويشعر بالاستعجال في القيام بالأشياء.
الصعوبة في التنظيم وإدارة الوقت: يصعب على الأشخاص المصابين التخطيط والتنظيم وإدارة الوقت بشكل فعال. قد يكون من الصعب بالنسبة لهم الالتزام بالجداول والمواعيد وتحقيق الأهداف المحددة.
فمن المهم أن تستشير طبيبًا متخصصًا في صحة العقل النفسية لتقييم حالتك وتشخيص المرض إذا لزم الأمر. يمكن للطبيب أن يوجهك إلى العلاج المناسب، مثل العلاج السلوكي المعرفي والعلاج الدوائي، ويقدم لك الدعم والمساعدة للتعامل مع تحدياتك اليومية.
هل تشتت الانتباه وفرط الحركة مرض وراثي؟
نعم، يُعتبر اضطراب تشتت الانتباه وفرط الحركة، المعروف أيضًا بـ”اضطراب دقة الانتباه وفرط النشاط” أو “اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه”، مرضًا يمكن أن يكون له عوامل وراثية. يعني ذلك أن هناك احتمالية وراثية في ظهور هذا الاضطراب، حيث يكون للجينات دور في تحديد إمكانية حدوثه.
تشتت الانتباه وفرط الحركة هو اضطراب عصبي يظهر عادة في الطفولة ويتسم بصعوبات في الانتباه، وفرط في النشاط والحركة، وصعوبات في مراقبة السلوك. يمكن أن يكون للعوامل الوراثية دورًا في زيادة احتمالية حدوث هذا الاضطراب، ولكن هناك أيضًا تأثيرات بيئية وعوامل نفسية قد تلعب دورًا في تطوير هذا الاضطراب.
مع ذلك، لا يمكن تحديد السبب بدقة في الغالب، ويعتبر التفاعل المعقد بين الجينات والعوامل البيئية من الممكن أن يكون له دور في تكوين اضطراب تشتت الانتباه وفرط الحركة.
أسباب تشتت الانتباه وفرط الحركة عند الكبار
تشتت الانتباه وفرط الحركة عند الكبار قد يكون نتيجة تفاعل مجموعة من العوامل المترابطة.
الأسباب المحتملة لتطور ADHD عند الكبار:
العوامل الوراثية: تشير الدراسات إلى أن هناك عامل وراثي يلعب دورًا في تطورالمرض. قد يكون لديك ميل وراثي للإصابة بالاضطراب إذا كان أحد الأقارب الأوليين لك (مثل الأب أو الأم أو الأخوة) يعاني من ADHD أيضًا.
العوامل البيئية: هناك بعض العوامل البيئية التي يمكن أن تسهم في تطوره. على سبيل المثال، التعرض للتدخين أثناء الحمل، وتعاطي المخدرات أو الكحول، والتعرض للسموم البيئية قد يزيد من خطر الإصابة بـ ADHD.
التغيرات العصبية والمختلفة في الدماغ: هناك بعض الأبحاث التي تشير إلى وجود تغيرات في الهيكل ووظيفة الدماغ لدى الأشخاص المصابين. قد تكون هذه التغيرات مرتبطة بنقص في النواقل العصبية مثل الدوبامين والنورأبينفرين التي تؤثر على التركيز والتحفيز.
مشاكل التنظيم العصبي: يُعتقد أن هذا الاضطراب مرتبط بمشاكل في التنظيم العصبي ونظام الانتباه والتحفيز في الدماغ. هذه المشاكل قد تؤثر على القدرة على التركيز والتنظيم الذاتي ومعالجة المعلومات.
العوامل النفسية والاجتماعية: يعتقد أن بعض العوامل النفسية والاجتماعية يمكن أن تلعب دورًا في تطور المرض. على سبيل المثال، التوتر العائلي، أو الإهمال، أو الإساءة الجسدية أو العاطفية قد تزيد من خطر الإصابة بـ ADHD أو تزيد من حدته.
من المهم أن نفهم أن هذه العوامل ليست الأسباب الوحيدة المؤكدة لتشتت الانتباه وفرط الحركة. قد يكون التأثير متعدد الأوجه ومعقد، وقد يكون هناك تفاعل بين عدة عوامل مختلفة.
كيفية يمكن الوقاية من الإصابة بتشتت الانتباه وفرط الحركة
هناك بعض الاقتراحات التي يمكن أن تساعد في تقليل خطر الإصابة بـ ADHD أو تقليل شدتها.
النصائح التي قد تكون مفيدة:
الحمل الصحي: الحفاظ على نمط حياة صحي يمكن أن يكون له تأثير إيجابي على الصحة العقلية. ينصح بممارسة النشاط البدني بانتظام، والحصول على قسط كافٍ من النوم، وتناول وجبات صحية متوازنة.
إدارة الضغوط والتوتر: تعلم تقنيات إدارة الضغوط والتوتر يمكن أن يساعد في تقليل الأعراض المرتبطة بـالمرض. يمكن استخدام تقنيات التنفس العميق والتأمل واليوغا والتمارين الاسترخائية للتخفيف من التوتر.
التنظيم والتخطيط: استخدام الأنظمة والتنظيمات اليومية يمكن أن يكون مفيدًا للأشخاص الذين يعانون من صعوبات في التركيز والتنظيم. يمكن استخدام الجداول والتنبيهات والمذكرات لتنظيم المهام والمواعيد.
الدعم الاجتماعي: الحصول على الدعم الاجتماعي والتواصل مع الآخرين يمكن أن يكون له تأثير إيجابي على الصحة العقلية. البحث عن دعم من الأصدقاء والعائلة، والانضمام إلى مجموعات دعم للأشخاص الذين يعانون من ADHD قد يكون مفيدًا.
الحد من عوامل الخطر: تجنب التعرض لعوامل الخطر المحتملة المرتبطة بـ ADHD، مثل التدخين أثناء الحمل وتعاطي المخدرات، وتعزيز بيئة صحية وآمنة في المنزل ومكان العمل.
يجب أن يتم التواصل مع مقدم الرعاية الصحية المختص إذا كنت تشعر بأنك تعاني من أعراض تشتت الانتباه وفرط الحركة. فقط الطبيب المؤهل قادر على تقييم حالتك وتشخيص ADHD إذا لزم الأمر، وتوفير العلاج والدعم المناسبين.
في ختام مقالنا عن تشتت الانتباه وفرط الحركة
يجب أن نفهم أن الوقاية المطلقة من تشتت الانتباه وفرط الحركة ليست ممكنة. تشتت الانتباه هو اضطراب عصبي يمكن أن يكون له عدة أسباب وعوامل مؤثرة، بما في ذلك العوامل الوراثية والبيئية. ومع ذلك، يمكن اتخاذ بعض الخطوات للمساعدة في تقليل خطر الإصابة بالاضطراب أو تقليل شدته.
تشمل هذه الخطوات الحفاظ على نمط حياة صحي، وتعزيز مهارات الإدارة الذاتية، وتقليل التوتر والضغط، وتوفير بيئة مناسبة للتركيز، والبحث عن الدعم الاجتماعي والعاطفي. يجب أيضًا أن نذكر أن الاستشارة الطبية المناسبة مهمة لتقييم الأعراض وتقديم العلاج الملائم.
إذا كان هناك اشتباه في وجود ADHD، ينصح بزيارة الطبيب المختص للحصول على تقييم دقيق واستشارة متخصصة.
يمكن للمعالجين المهرة تقديم العلاجات المناسبة، بما في ذلك الأدوية والعلاج السلوكي والعلاج النفسي، للتعامل مع تشتت الانتباه وفرط الحركة وتحسين نوعية الحياة للأشخاص المتأثرين به.
المصادر:
Learn About Attention-Deficit / Hyperactivity Disorder (ADHD) | CDC
Attention deficit hyperactivity disorder (ADHD) – NHS (www.nhs.uk)