طبيب نفسي، أخصائي نفسي، وأيضا معالج نفسي هي كلها ألقاب وتخصصات مختلفة يمكنها أن توقفك حائرا إذا كنت ترغب في الذهاب وخوض تجربة العلاج النفسي المحدد أو الاستشارة النفسية لحالتك.
فمثلًا إذا اردت خوض هذه التجربة ستجد مجموعة كبيرة ومتنوعة من الأطباء والأخصائيين المختلفين النفسيين، وبالتالي هنا يمكن ألا تعرف من أين تبدأ وأين تذهب وكيف تختار، بل حتى وما هي الفروق في الأساس والارضية بين ما يقدمه كل من هؤلاء في العلاج؟ لذلك هنا سنتحدث بأذن الله عن الفرق بين الطبيب النفسي والاخصائي النفسي بشكل مفصل.
حيث تمر علينا الان أيام طوال ثقال، تتسارع فيها التطورات والأحداث، وتنقلب فيها الأحوال في لمح البصر؛ حتى أصبحنا لا ندري كم من يوم ذهب وماذا حصل فيه ولا حتى في أيِّ يوم نحن!
وفي الأوقات التي تصارعُ فيها همومك ومشاكلك المتراكمة فوق رأسك، تشعر بسلامك وطاقتك النفسية تستنزف بشكل كبير، حتى تشعر ان قدرتك على الاحتمال بدأت تنفذ.
هنا تبدأ الظنون تلعب برأسك، وتطاردك الكوابيس والمخاوف والوساوس الكثير سواء في يقظتك وحتى منامك.
وربما عندها تشعرانك بحاجة إلى المساعدة والى أحد ينقذك؛ كي تستعيد توازنك، وتسترد طاقتك وروحك، فهل حان الوقت الان لاستشارة نفسية يا ترى؟
لذلك في هذا المقال سوف أوضح لك بشكل مفصل ما الفرق بين الطبيب النفسي والأخصائي النفسي وإلى أين تتوجه انت ان اضطررت لذلك.
أولا يجب القول انه يستطيع كلٌّ من الطبيب النفسي والأخصائي النفسي الكشف والتعامل مع كافة الاضطرابات النفسية الحاصلة، وحتى لو اختلفت الطريقة الخاصة التي يتبعها كل منهما سواء في العلاج وأيضا التشخيص.
الان يجب ان نعرف من هو الطبيب النفسي :
أولا يتخرج الطبيب النفسي من كلية الطب حصرا، ويتخصص بعدها في الطب النفسي.
ويقضي بعدها الطبيب النفسي فترة تدريبة في المستشفيات الخاصة والمعنية بعلاج كل الاضطرابات النفسية منها الاكتئاب وأيضا الاضطراب ثنائي القطب، وكذلك علاج مشاكل وامراض الإدمان.
كما ويهتم الطبيب النفسي ايضا بتشخيص كافة الاضطرابات النفسية والمشاكل السلوكية العالقة، ويعمل بشكل كامل على علاجها، ويساعد ايضا في الحد والتقليل من مضاعفاتها.
طريقة الطبيب النفسي في التشخيص:
يجري الطبيب النفسي مجموعة شاملة من الفحوصات والتحاليل والأمور والاختبارات النفسية العالقة؛ ليتعرف بشكل صحيح ودقيق على أصل واساس المشكلة ويحدد بدقة ما إذا كانت هي مشكلة عضوية أو نفسية بالضبط.
فمثلًا:
- يستبعد أولا وجود مشكلة عضوية كقصور وظائف الغدة الدرقية مثلا الذي يسبب أعراضًا مشابهة لمرض الاكتئاب واضطرابات وحالات القلق.
- بعدها يتحقق من تأثير الأدوية المستخدمة والتي يتناولها المريض على أعراض مرضه المختلفة.
- حينها يقرر فيما إذا كان سبب تلك الأعراض والاضرابات هي خللًا في كيمياء المخ ام غير ذلك.
- ينظر بعدها إلى تاريخك الشخصي وتاريخ عائلتك او اسرتك المرضي، وهنا يأخذ في اعتباره العامل الوراثي الخاص لبعض الاضطرابات النفسية.
كما ويستعين الطبيب النفسي المختص في التشخيص بالملاحظة وبالدليل التشخيصي والإحصائي أيضا للاضطرابات النفسية، والذي يتكون ويحتوي على وصف تفصيلي دقيق للأعراض الموجودة وطرق العلاج.
اما طريقة الطبيب النفسي في العلاج:
يستخدم الطبيب النفسي اساسيات وطرق عديدة وكثيرة ومتنوعة ايضا للعلاج، وذلك تبعًا لحالة كل مريض الخاصة.
مثال على ذلك:
- أولا العلاج الدوائي الخاص:
هنا يمكن القول انه يُعد الطبيب النفسي الشخص الوحيد القادر على وصف الأدوية المخصصة لعلاج الاضطرابات النفسية المختلفة؛ ويختار منها ما يناسب حالتك الصحية المرضية.
ويقيِّم عندها على فترات متعددة مدى استجابتك لهذا العلاج، ويحدد عندها وعلى أساسها كافة الجرعات المناسبة لك، ومدى وكمية احتياجك لأنواع أخرى ممكنة من العلاج.
وهنا يمكن القول ان الأدوية تعتبر حلًا ضروريًا في بعض الحالات المحددة، وتساعد أيضا على علاج الخلل الحاصل في كيمياء المخ، وتخفف أيضا حدة بعض الأعراض الظاهرة.
ومن أمثلة الأدوية المستخدمة والتي قد يصفها لك طبيبك النفسي ما يلي:
- مضادات الاكتئاب: مثل ادوية مثبطات استرداد السير وتونين الانتقائية، وأيضا مضادات الاكتئاب التي تعتبر ثلاثية الحلقات.
- مضادات الذُّهان: مثل الريس يريدون والأريبيبرازول والكويتيابين.
- مضادات القلق وأيضا المهدئات: مثل عائلة البينزوديازبين.
- مثبتات المزاج: مثل ادوية الليثيوم وادوية حمض الفالبرويك والكاربامازبين.
- الأدوية المنبهة المختلفة.
- العلاج النفسي:
يستخدم طبيبك هنا العلاج النفسي أو مثلا العلاج عن طريق الكلام إما لوحده أي بمفرده أو يستخدمه الى جانب الأدوية الموصوفة.
وذلك ليتمكن من مساعدتك على التعامل والتصرف مع بعض الأفكار الكثيرة الخاطئة، وتَخطي بل وتجاوز بعض الصدمات الخطيرة التي قد تمنعك من ممارسة حياتك اليومية والروتينية بشكل طبيعي.
وهنا عندها يتكون العلاج النفسي من مجموعة جلسات متعددة وبأوقات مختلفة يحددها لك الطبيب؛ قد تكون قصيرة المدى احيانا، تستمر لعدد او لفترة بسيطة من الجلسات، أو تصبح طويلة المدى أحيانا أخرى، تمتد من الممكن لسنوات حسب حالتك.
- علاجات أخرى متوفرة:
بإمكان الطبيب النفسي، دونًا عن غيره، ان يستخدم إجراءات ثانية متاحة مثل:
طرق العلاج بالصدمات الكهربائية: حيث تستخدم في بعض الحالات الخطيرة المتقدمة من اعراض اضطراب ثنائي القطب المتقدم الذي لا يستجيب ابدا للأدوية.
اما الان من هو الأخصائي النفسي؟
أولا دراسته بالمقارنة مع الطبيب النفسي فيمكن القول انه لا يدرس الأخصائي النفسي الطب ابدا، بل انه يحصل على دراسة محددة ومتخصصة في علم النفس حصرا، يُتبِعُها بعد ذلك بالحصول واخذ درجة الماجيستير وايضا الدكتوراه.
هنا فقط عندها يمكن القول ان دراسته المتعمقة تمكنه من فهم الطباع الإنسانية المختلفة والمتنوعة، وأيضا نظريات التحليل النفسي المختلفة، وتساعده عندها على تحديد وتقييم كافة الاضطرابات النفسية وأيضا المشاكل السلوكية.
ولا بد من القول انه يجب على الأخصائي النفسي من الحصول على فترة تدريب عملية طويلة نسبيا وكافية، وأيضا ترخيص مزاولة للمهنة النفسية؛ كي يُسمح له عندها بمعالجة المرضى.
طريقة الاخصائي النفسي في التشخيص
يضع الأخصائي النفسي امام عينيه العلاقة الصحيحة والدقيقة بين السلوكيات والأفكار والمشاكل والاضطرابات النفسية جميعا، ولا يبحث –بشكل رئيسي وأساسي– عن الخلل الموجود في كيمياء المخ أو حتى الأدوية التي تعالجه، لأنه لا يدخل ذلك ابدا في نطاق عمله كأخصائي.
ويجري عندها الأخصائي النفسي مجموعة متنوعة من الاختبارات النفسية المتعددة، ويلاحظ عندها الأعراض الموجودة لدى المريض، وهنا يكون مستعينًا أيضًا بالدليل التشخيصي والإحصائي الكامل للاضطرابات النفسية.
اما طريقة الاخصائي النفسي في العلاج
يعتمد الأخصائي النفسي بشكل واضح وأساسي على العلاج النفسي الكامل والاستشارات النفسية المختلفة والمتنوعة ليساعدك على مواجهة كل مخاوفك ومشاكلك وتعديل بعض سلوكياتك التي تتصرف بها وأيضا أفكارك المرضية.
ومن أمثلة العلاج النفسي ما يلي:
- العلاج السلوكي المعرفي: هنا في هذا العلاج يحدد الاخصائي النفسي نمط التفكير الخاطئ الذي تفكر به ويساعدك عندها على تعديل كل سلوكياتك وردود أفعالك ايضا، وفق خطة محددة ومدروسة.
- العلاج النفسي التفاعلي: يهدف هذا العلاج لحل كافة الاضطرابات النفسية الحاصلة والناجمة عن وجود مشكلة كبيرة في تواصل الفرد او الشخص مع كل المحيطين به.
- العلاج النفسي الإنساني: هنا يساعدك هذا النوع او الطريقة في العلاج على تقبل ذاتك ومداراتها والتعامل معها ويغير عندها نظرتك عن كل العالم من حولك، ويريك عندها تأثيره على تصرفاتك وسلوكياتك ومشاعرك.
- العلاج الأسري: تبدأ هذه الجلسة في وجود كل أفراد العائلة مع المريض وذلك بهدف تحسين وتطوير العلاقات الأسرية والعائلية التي من شأنها التأثير بشكل إيجابي على نجاح خطة العلاج المتبعة.
كما ويمكن لكافة جلسات العلاج النفسي أن تكون بطريقة فردية أو حتى جماعية، وذلك حسب حالة المريض، وأيضا رغباته، واستعداده النفسي، وكذلك قدرته المادية.
اما إذا أردنا ان نعرف من هو المعالج النفسي؟
فيمكن القول ان ذلك يعتبر مصطلحًا عامًا ويشمل كل الذين يستطيعون توفير العلاج النفسي الكامل، كالطبيب النفسي مثلا أو الأخصائي النفسي ايضا الذي حصل على تصريح قانوني بمزاولة المهنة.
كما ويمكن ان يشمل أيضًا المرشدين النفسيين وكذلك الاجتماعيين ولكن بشرط حصولهم على تدريب علمي وعملي كافٍ لمزاولة المهنة بشكل صحيح.
ولكن هنا يعد كل ذلك يخطر ببالك السؤال الأهم إلى من أتوجه لطبيب نفسي، أخصائي نفسي، او معالج نفسي في حال اضطررت لذلك؟
بعد ان عرفت بشكل مفصل وكامل وشامل، ما الفرق بين الطبيب النفسي والمعالج النفسي وأيضا الأخصائي النفسي، هنا تطرح السؤال: إلى من تتوجه إذا احتجت المساعدة في ذلك؟
يجب الانتباه ان إجابة هذا السؤال تعتمد على طبيعة المشكلة الخاصة أو الاضطراب النفسي الذي تواجهه وتعاني منه، وكذلك على حالتك الصحية التي وصلت اليها، وشدة الأعراض الحاصلة لديك وأيضا مقدار حاجتك للتدخل الدوائي الفوري.
متى أحتاج إلى طبيب نفسي؟
يا عزيزي إذا كانت حالتك النفسية الحاصلة تتطلب علاجًا دوائيًا مستعجلا للتحكم في الأعراض والاثار ولتجنب بعض المضاعفات الكبيرة والخطيرة مثل:
- وجود رغبات وميول انتحارية لديك.
- او وجود حالات الاكتئاب الشديد
- وأيضا الاضطراب الذي يتصف انه ثنائي القطب
- الفصام الشخصي
- تشتت الانتباه والتركيز وفرط الحركة
متى أتوجه إلى الأخصائي النفسي؟
هنا يمكن القول انه يستطيع الأخصائي النفسي التعامل مع كل الحالات التي يكون العلاج النفسي فيها فقط كافيًا للوصول إلى نتائج مرضية وجيدة، مثل:
- الفوبيا أو حتى الرهاب.
- بعض اضطرابات ومشاكل القلق.
- مشاكل النوم والأرق.
- الضغوطات الحياتية المختلفة: كالمشاكل الأسرية العائلية أو ضغوطات ومشاكل العمل.
- بعض صعوبات التعلم أيضا.
يستطيع الأخصائي النفسي عندها تحديد المشكلة الحاصلة، وتقييم حالتك بدقة؛ لذا فإنه قد يوجهك بعدها إلى طبيب نفسي مختص إذا رأى أن حالتك خطيرة وتتطلب تدخلًا دوائيًا فورياَ.
وأيضا يمكنك في بادئ الأمر، إذا لم تستطع ولم تتمكن من الاختيار بينهما او معرفة الى اين تذهب، أن تحدد موعدًا مسبقا مع كليهما ثم بعدها تقرر، بناء على تشخيصهما المقدم، وعندها ستعرف في أي اتجاه تسير الى هذا ام ذاك.
وفي النهاية اتمنى وأرجو أن تكون قد كونت معرفة شاملة عن الفرق بين الطبيب النفسي والأخصائي النفسي وأتمنى ان أكون قد استطعت تسهيل مهمتك، وجعلت رؤيتك لطريق علاجك الذي تريد الوصل اليه أكثر وضوحًا.
المراجع
No Comment! Be the first one.