اضطراب ثنائي القطب : تنتشر الأمراض النفسية بصورة كبيرة في عصرنا الحالي ,حيث أصبحت كلمة مريض نفسي كلمة متداولة جدا في هذا الزمن الذي تحول فيه الإنسان الى الة تصنيع و انتاج يجري وراء مصالحه و يتنافس على متطلباته مما ولد ذلك الإحباط و القلق و المشاكل و الأمراض النفسية.
و رغم الانتشار الواسع للأمراض النفسية و المصابين بها الا أنه لا يزال أمر التكتم و احاطة المرض بالسرية التامة وعدم الإجهار بها حتى لا يتهم بصحته العقلية فيبقى وحيدا يتخبط و يعاني المريض دون اللجوء الى معالجة طبية.
اضطراب ثنائي القطب هو واحد من هاته الأمراض النفسية المنتشرة في مجتمعنا لذا سنسلط الضوء على هذا المرض و نتحدث عليه و نتعمق فيه لكي نثقف و نزيح الجهل من مجتمعنا فالجهل يتواطأ مع المرض ليزيد من تعاسة و ألم المريض فالمعرفة و والوعي يحملان يد المريض للنهوض و العلاج و عدم الخوف من معرفة الناس لمرضه فدلك ليس عيبا نخجل منه و نخفيه فالأمراض النفسية تأتي عادة من الضغوطات و مشاكل الحياة الكثيرة.
اضطراب ثنائي القطب أو كما يعرف بالانجليزية bipolar disorder
كان يعرف سابقا بالاكتئاب الهوسي عبارة عن حالة صحية عقلية تتسبب في تقلبات مزاجية اما تتقلب الحياة الى اكتئاب و حزن او الى هوس و فرح و ابتهاج مفرط
فيبقى المريض يعاني تدبدبات مزاجية شديدة بين فرح مفرط و سعادة وبدون أسباب و ضحك الى بكاء و حزن و اكتئاب شديد
من اسم المرض ( اضطراب ثنائي القطب ) نفهم أن هذا المرض له قطبان قطب عالي و هو الهوس و قطب واطي و هو الاكتئاب
فالهوس نوعان الهوس و الهوس الخفيف
الهوس الخفيف هو حالة مزاجية تتميز باستمرار الابتهاج و الاثارة و تجعل المريض يشعر بسعادة عالية و ثقة كبيرة و يكون متحمس جدا و يكون لديه الكثير من الأفكار و الأعمال ليقوم بها و طاقة زائدة تجعله يقوم بتصرفات تزعج من حوله في حين هو لا يحس بذلك ,يقوم المريض بتصرفات غير عادية يقوم بشراء الكثير من الأشياء الباهظة وصرف أموال زائدة على أشياء لا قيمة لها أو الدخول في مشاريع خاسرة متوقعا انه سينجح في اي شي , و تجده أيضا سريع الغضب و العصبية فتجد أن علاقاته مع من حوله لا تنجح.
و يتميز أيضا بفرط النشاط الجنسي فتجده يرتكب أخطاء جنسية أحيانا
الهوس الخفيف يستمر لفترة قصيرة أربعة أيام على الأقل و لا يوجد ضعف وظيفي لمن يعاني منه في حين يعاني من انخفاض كبير في الحاجة للنوم في حين أن الهوس يستمر دائما و يكون عالي جدا فصاحبه يعاني من العجز الوظيفي و تزيد عنده الشعور بالعظمة و قد يصل الى الجنون.
أما القطب الثاني الاكتئاب فهو الشعور بالحزن و اليأس و فقدان القدرة على الاهتمام بأي شيئ و الدخول في غرفة مظلمة يفقد فيها المريض جميع ملدات الحياة ويفقد القدرة على الاستمتاع بالحياة.
هناك بعض من المرضى من يعاني من الهوس فقط و هناك من يعاني من اختلاط المشاعر فيعاني من الهوس و الاكتئاب كلاهما.
يصيب هذا المرض واحد من كل مائة شخص و ممكن أن يصاب به أي شخص في أي مرحلة أو في مرحلة المراهقة لكن تقل نسبة الاصابة به بعد سن الأربعين , و يصاب به الرجال و النساء كحد سواء
أنواع اضطراب ثنائي القطب :
:Bipolar I النوع الأول
في هذا النوع المريض يعاني من حالات اكتئاب شديدة مع حالة هوس خفيف , بعض الحالات تحصل على حالة هوس فقط لكن بنسبة خفيفة ,بينما الأكثرية يعانون من حالات اكتئاب أكثر من الهوس .في هذا النوع حالة المريض يمكن أن تتدهور و يمكن أن يستدعي ذلك دخوله للمستشفى
حالات الهوس إذا لم تعالج بصورة صحيحة فإنها بصورة عامة تدوم لمدة 3-6 أشهر, بينما حالات الاكتئاب تحتاج فترة أطول قليلا لتزول بدون علاج ( 6-12 شهرا)
: Bipolar II النوع الثاني
في هذا النوع تحصل حالة اكتئاب شديدة جدا مع حالة هوس خفيف, المريض يمر بانخفاض في الحالة المزاجية و هنا نوبات الهوس ممكن تستمر على الاقل اربع ايام حتى يمكن تشخيصه بهذا النوع كما يمكن استمرار الأعراض من اسابيع الى اشهر
:Rapid cycling تغير المزاج السريع
هنا تظهر أربع حالات خلال 12 شهر من اضطراب العاطفة الشديد و يصيب تقريبا شخص من كل عشرة أشخاص من المصابين بمرض اضطراب العاطفة الثنائي القطب ويحصل في حالات النوع الأول والثاني
: Cyclothymia اضطراب المزاج الدوري
تقلبات المزاج ليست شديدة كما هي في حالة الاضطراب ثنائي القطب, ولكنها تدوم لفترة أطول.
في بعض الأحيان قد تتطور هذه الحالة إلى مرض الاضطراب الثنائي القطب.
أسباب مرض اضطراب ثنائي القطب :
لا يزال السبب الحقيقي لمرض ثنائي القطب مجهولا لحد الان بين العلماء لكن يرجح الأبحاث بعض الأسباب الممكنة للإصابة بهذا المرض
الجينات و والوراثة واحدة من هده الاسباب فالأطباء يرون أن الوراثة تمارس دورا مهما في حدوث هدا الاظطراب ,كما أنَّ موادَّ مُعيَّنة يُنتجها الجسم مثل النواقل العصبية نورإيبينفرين أو السيراتونين، قد لا يجري تنظيمها بشكلٍ طبيعيٍّ أيضًا (النواقل العصبية هي موادّ تستخدمها الخلايا العصبية للتواصل بين بعضها بعضاً).
كما أن بعض الحالت ناتجة عن ضغوطات الحياة أو أمراض بدنية.
اعراض اضطراب ثنائي القطب :
تختلف أعراض المصابين باضطراب ثنائي القطب عن الأشخاص المصابين باكتئاب عادي و قلق لأنه الاكتئاب العادي مرض يصيب بعض الناس بسبب الضغوطات و المشاكل غير مستمر يصيب الشخص وقت ما في حياته لكن يخرج منه بنفسية جيدة أما بعد المعالجة بالأدوية او مع الوقت و الراحة النفسية لكن اكتئاب اضطراب ثنائي القطب هو اكتئاب حاد و شديد و تدوم لفترة أطول و يصعب عن المصابين به معالجة مشاكلهم الحياتية و القيام بمهامهم اليومية وعادة المصابين بهذا النوع من الاكتئاب يعاني من:
- شعور لا ينتهي بالتعاسة
- فقدان الاهتمام بالأشياء
- – عدم القابلية على الاستمتاع بالأشياء
- فقدان الثقة بالنفس
- الشعور باليأس وعدم الجدوى وفقدان القابلية على فعل الأشياء
- توتر عصبي أكثر من الحد الطبيعي
- التفكير بالانتحار
- عدم القابلية على اتخاد حتى القرارات البسيط
- – انعدام التركيز
- – فقدان الشهية وفقدان الوزن
- – اضطراب النوم و النهوض مبكرا
- – الشعور بالتعب
- – الامساك
- – فقدان الرغبة الجنسية
- – عدم القدرة على القيام بالأعمال و الانتهاء منها
- – كثرة البكاء أو عدم القدرة على دلك
- – عدم التواصل مع الناس
الاكتئاب يجعل من الشخص انسان بلا طموح وبلا أمل في هذه الحياة و لا يفكر في المستقبل و يصبح عاجز عن القيام بعمل أي شيئ و يصبح تنتابه نوبات من البكاء فجأة بدون أي سبب و يصبح لديه عائق في التواصل بين الناس .
أما الهوس فهو عكس الاكتئاب تماما بل تجد المصاب به يشعر بحالة من الفرح و السعادة لكن مبالغ فيها جدا عن الناس العاديين فالهوس يجعل الشخص يشعر بحالة تفاؤل كبيرة و يتمتع بطاقة عالية و تفاؤل كبير للحياة , لكن بسبب تفاقم هذه المشاعر تصبح مرض لأنه يصبح صعب التعايش مع صاحبه مما يسببه من قلق ومشاكل لمن حوله و يتصرف بطريقة مخجلة ومؤذية وفي بعض الأحيان يقوم بتصرفات خطيرة و يقوم بالتفكير بأفكار غريبة و يفقد التفكير المنطقي و من أهم أعرض الهوس:
- الشعور بسعادة غامرة وإثارة دائمة
- – الشعور بالعصبية مع الأشخاص الدين لا يوافقونهم الرأي
- – يشعرون بأهميتهم أكثر من اللازم
- الشعور بالطاقة الفائقة
- – عدم القدرة على النوم
- – زيادة الرغبة الجنسية
- – كثرة الأفكار و التنقل من فكرة الى أخرى بدون تفكير
- – سماع أصوات لا يسمعها الأخرين
- القيام بالتخطيط لأشياء تفوق قدرة الشخص وغير واقعية
- – كثير الحركة و نشيط جدا
- – يقوم بالتصرف بطريقة غريبة
- التحدث بسرعة لدرجة أن الناس أحيانا لا يفهمون الكلام.
- اتخاذ قرارات اعتباطية سريعة قد تؤدي إلى عواقب وخيمة.
- صرف الأموال بطريقة طائشة.
- التعامل مع الغرباء بطريقة غير لائقة والتعليق عليهم بصورة غير لائقة.
- سلوك غير منضبط بصورة عامة
علاج مرض اضطراب ثنائي القطب :
لحد هذا الوقت ومع تطور العلم إلا أنه لا يوجد علاج تام لهذا المرض , لكن الأهم هو تحليل شخصية المريض وتشخيصه الصحيح ومحاولة علاجه تعتبر من أهم الخطوات للعلاج لأن هذا الشخص لو ترك بدون علاج يمكن ان يؤدي نفسه او يصل حتى الى الانتحار.
لهذا فان العلاج مهم جدا لهذا المرض.
ومن الخطوات التي يتبعها المختصين في هذا المجال من طبيب نفسي أو اخصائي اجتماعي الخ هي:
ادوية علاج اضطراب ثنائي القطب : تناول الادوية مهم جدا في حالات كثيرة فذلك يجعل المريض في حالة مزاجية متزنة و هناك ادوية مختلفة منها الليثيوم هو أكثر الأدوية الشائعة في العلاج ويستخدم لفترات طويلة تصل إلى 6 أشهر للتحكم بنوبات الهوس، يحتاج فيها المريض لإجراء فحوصات دم دورية للتأكد من مستوياته في الدم، وإجراء فحوصات الكلى والغدة الدرقية.
فالبروات و كاربامازيبين يستخدمان كمثبِّتات للمزاج،وقد يجري استخدامهما لمُعالَجة الهوَس عند بداية حدوثه أو لمُعالَجة الهوَس والاكتئاب عندما يحدُثان معًا.
ايضا استخدام دواء لاموتريجين أحيانًا للمُستعدة على ضبط تقلُّبات المزَاج ولمُعالجة الاكتئاب الى غير دلك من الأدوية.
– المعالجة النفسية مهمة جدا لهدا المرض ويمكن توفيره كمعالجة فردية أو عائلية أو جماعية تساعد المعالجة النفسية على استقرار الأنظمة اليومية مثل النوم والسير وأوقات تناول الوجبات. يسمح الروتين الثابت بتحسين تدبير الحالة المزاجية. قد يستفيد الأشخاص الذين يعانون اضطراب ثنائي القطب من وضع نظام روتيني يومي للنوم والنظام الصحي وممارسة التمرينات.
كما أن العلاج يساعد المريض و من حوله على فهم الحالة التي يمر بها . فإن فهم ما يحدث يمكن أن يساعده على تلقي أفضل دعم، وتحديد المشكلات، ووضع خطة لمنع الانتكاس والالتزام بالعلاج يتعلم فيه الشخص الأساليب الفعالة لإدارة التوتر وللتكيُّف مع المواقف المزعجة.
يمكن للدعم والتواصل العائلي أن يساعد على الالتزام بالخطة العلاجية، ويساعدك أنت وأحباءك على التعرُّف على العلامات التحذيرية التي تدل على تغير المزاج وإدارتها.
من المهم جدا للمريض أن يبقى على تواصل فعندما يعزل نفسه لا يكتشف تقلباته المزاجية مما يؤثر على صحته النفسية كما أنه يضعه ايضا في احتمالية الإصابة بالنوبات الاكتئابية.
و من المهم أيضا أن يبقى مطلع على حالته المرضية لكي يعرف ماعليه فعله للتقليل من الأعراض التي تنتابه و ليخرج منها بأقل الضرر.
مصادر مقال اضطراب ثنائي القطب ” الثنائي القطب ” :